فيما تشكل الطرق الطويلة هاجساً يوميا لمعلمات يدرسن في مدارس بعيدة عن مدنهن، خفف الأمر السامي التاريخي أمس الأول وطأة المخاوف اليومية في الجلوس خلف سائقي الحافلات المخصصة لنقل المعلمات، في وقت لا تتوقف الطرق من حصد أرواح زميلاتهن. ومن قرى جبلية نائية لا تصل إليها السيارات إلا بصعوبة، ترى سهام الغامدي (معلمة كيمياء في إحدى القرى النائية في منطقة الباحة) أن القرار يطوي صفحة طويلة من عناء يومي وقلق لا يتوقف، مشيرة إلى أنها وزميلاتها يعشن خمسة أيام عصيبة طيلة الأسبوع الدراسي، فيما لا تغيب صور حوادث الحافلات عن مخيلاتهن. ولا تختلف بدرية علي الحكمي (معلمة صفوف أولى بإحدى القرى النائية في محافظة النماص) عن نظيرتها الغامدي، مضيفة «أن هذا القرار السامي سيشهد تخفيف معاناة المعلمات، ويجعلنا نستغني عن السائق الذي يقود منذ ساعات الفجر الأولى بتهور». من جهته، اعتبر الاستشاري النفسي الدكتور علي الشمري القرار حكيماً وصائباً، ويصب في تهيئة المعلمة نفسياً واجتماعياً لتربية الأجيال، مؤكداً أنها كلما عاشت جوا نفسيا آمنا ستكون انعكاساته إيجابية.