«هل ينجحون مستقبلا».. هي أنسب جملة تقال لعدد من المحترفين «الأجانب» في الدوري السعودي للمحترفين، الذين صرفت عليهم مبالغ طائلة لأجل أن يكونوا عونا لأنديتهم ولنثر الفرح على محيا جماهيرهم داخل المستطيل الأخضر، وتقديم أبرز وأميز أنواع الإمتاع والإبداع. لكن السؤال الذي دوما يطرح نفسه قبل أي شيء: هل من الممكن أن ينجح المحترفون الأجانب؟ هل يكونون العلامة الفارقة في دورينا، ويساهمون في انتصارات فرقهم التي يمثلونها؟ أم أنهم مجرد أسماء تركض هنا وهناك داخل الملعب، ويحملون النادي أعباء مالية لا أكثر؟. وهناك العديد من الأسئلة التي يتم طرحها من قبل محبي النادي الفلاني والفلاني حول مستويات هؤلاء اللاعبين، إذ يأتي بعضهم عن طريق «الشو والبهرجة الإعلامية» لا أكثر، وآخرون يعتمدون على «مقاطع اليوتيوب»، والأهم من هذا كله «السمسرة» التي كثيرا ما تضررت أنديتنا المحلية من وراء تلك الكلمة المتداولة في العالم أجمع. فمنذ أن أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارا بجلب ستة لاعبين محترفين أجانب تسرعت أندية وأخرى تريثت لأجل عدم جلب ستة لاعبين دفعة واحدة كون ذلك مكلفا ماديا وسيزيد من أعباء خزينة النادي. نتفق أن الوقت ما زال مبكرا لأجل الحكم على المحترفين الأجانب كوننا ما زلنا في افتتاحية الجولة الرابعة من مباريات الدوري السعودي للمحترفين، لكن هناك لاعبون حتى اللحظة لم يقدموا ما يشفع لهم وآخرون وبالعامية «لم يطبوا الملعب بعد».. وهناك أمثلة وشواهد على بعض اللاعبين المحترفين الذين توضح ملامحهم بأنهم «فشنك». «عكاظ» أعدت لقرائها تقريرا عن بعض اللاعبين.. إليكم التفاصيل: «ملاريا» أبوابونا المدافع النيجيري غودفري أبوابونا صاحب ال26 عاما قدم من نادي ريز سبور التركي لمدة موسم مع خيار التجديد لموسمين في حال أثبت نجاحه، وسبق له اللعب مع منتخب بلاده 34 مباراة دولية عام 2012، إضافة إلى أنه مثل نادي صن شاين النيجيري؛ طل أخيرا وشارك في أول مباراة رسمية مع الأهلي منذ أن تم التعاقد معه وقدم أداء جيدا نوعا ما، لكن السؤال ليس على أدائه بل حول «الملاريا» التي لازمته ولمَ لم تظهر تلك الملاريا خلال إجراءات الكشف الطبي قبل التوقيع معه. أبوابونا الذي تعاقدت معه الإدارة الأهلاوية برئاسة الأمير فهد بن خالد لأجل سد فراغ وخلل الدفاع الحاصل بالفريق الأول وليكون بديلا ناجحا كما كان المدافع الدولي قائد المنتخب السعودي أسامة هوساوي؛ شارك لمدة 90 دقيقة في الدوري السعودي للمحترفين. الجماهير الأهلاوية كانت تمني النفس أن تعرف مصير مدافعها النيجيري أبوابونا هل سيعود للملاعب من جديد أم أنه سيظل بعيدا عن الظهور الأول، إلا أن طلته في مباراة النصر كانت إيجابية، لكنهم كانوا مستائين من «الملاريا» التي لازمته وتسببت في إبعاده كثيرا عن جو المباريات والمشاركات الرسمية. ولو عدنا للذاكرة لشاهدنا أن علاقة المحترفين النيجيريين مع النادي الأهلي ليست على وفاق، إذ سبق أن خاض محترفان تجربتين وفشلتا بالأرقام، الأولى كانت عام 94 عندما ارتدى عيسى جاتو قميص الراقي وحينها فشل اللاعب فشلا ذريعا ولم يقدم أي شيء يذكر، وتم تداول أنباء إعلامية وقتها أن جاتو يعاني في صغره من أحد الأمراض الخطيرة، أما مواطنه جودوين الذي كان نجما كبيرا مع الهلال السوداني، لعب مع الأهلي سبع مباريات، ثلاث منها أساسيا ظهر بها ولم يسجل أو يصنع أو يفعل أي شيء إيجابي بل رحل سريعا، فهل يكون مصير أبوابونا مثله؟ ماتياس انحاس! هناك في العاصمة الرياض التي تحتضن مقر نادي الهلال، يعاني فريقه الأول لكرة القدم من وجود صفقة فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى اللحظة بشهادة كبيرة وحقيقية من قبل «الشقردية» الذين امتعضوا من تلك الصفقة التي تعتبر «شو» لا أكثر. المهاجم الأوروغوياني ماتياس بريتوس حامل الجنسية المكسيكية الذي وقعت معه إدارة الأمير نواف بن سعد لمدة موسمين مع خيار التمديد لموسم ثالث، يبدو أنه لن يستمر طويلا في أروقة الزعيم والسبب الأداء السلبي الذي ظهر به خلال المواجهات الودية والرسمية. وجاء الحكم النهائي من قبل الشقردية عقب الهجمة الخطيرة التي لم يحسن التعامل معها خلال مواجهة الهلال والعين ضمن ذهاب دور الربع نهائي من البطولة الآسيوية، إذ وصلته كرة عرضية جميلة لكنه ارتقى لها بشكل خاطئ وأصيب حينها. فهل يكون ل«السمسرة» وجود في صفقة ماتياس، خصوصا أن المدرب الأرجنتيني ما زال يطالب بعدم الاستعجال، وجدد الثقة بالمهاجم الأوروغوياني. جيبور المغمور رغم الهالة الإعلامية التي صاحبت ولاحقت المهاجم الليبيري الدولي المحترف بصفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر ويليام جيبور قبل إعلان توقيعه بشكل رسمي إلا أنه وقع ب«الفخ» خلال منافسات البطولة العربية للأندية التي أقيمت في جمهورية مصر العربية، ولم يقدم ما يشفع له رغم منحه بعض الفرص خلال مباريات «العالمي» في الدورة. كما لم يشارك في المباراة الأولى أمام الفيصلي، لكنه ظهر أمام الاتفاق بالجولة الثانية في آخر سبع دقائق من المباراة فقط، إضافة إلى مشاركته في مباراة الأهلي بالجولة الماضية ونجح في إحراز هدف التعديل ل«العالمي». قد يكون الحكم مبكرا عليه لكنه من خلال ما قدمه في البطولة العربية أوضح أنه يحتاج للكثير حتى يعيد هويته وإثبات حسه التهديفي الذي كان عليه مع ناديه الوداد البيضاوي المغربي، أو عبر ناديه الأساسي ريو أفي البرتغالي. جيبور الذي تخشى الجماهير النصراوية أن يكون «مغمورا» ويحول فرحتهم بالتعاقد معه إلى عض أصابع الندم، يدخل في دائرة الشك مثل وصف صفقته ب«الفاشلة» ودمجها مع السمسرة. أدملسون عادي رغم أن نادي الفيحاء الوافد الجديد للدوري السعودي للمحترفين قام بسحب البساط من الجميع بصفقاته المحلية والأجنبية التي تحمل أسماء كبيرة، إلا أن هناك عددا من تلك الأسماء لم تقدم أي أداء مقنع مع نهاية الجولة الثالثة من الدوري السعودي. ومن ضمن تلك الأسماء الفنية التي استقطبتها إدارة «البرتقالي» المدافع الدولي لاعب منتخب جزر الرأس الأخضر أدملسون إستالين باروس الذي ظهر بشكل عادي خلال مواجهتي البرتقالي في انطلاقة الدوري أمام الهلال والاتحاد، رغم أنه شارك بهما لكن أداءه كان غير مقنع، وليس المدافع الذي عليه العين والقيمة المالية التي دفعت له حسب ما تردد عبر وسائل الإعلام أنها كبيرة. أدملسون ظهر بشكل سلبي على جماهير الفيحاء وإيجابي على جماهير الاتحاد عندما أحرز هدفا في مرماه عند الدقيقة 30 من عمر الشوط الأول بعد عكسية من الدولي فهد المولد. الفيحاويون ينتظرون إعادة صياغة المدافع باروس لأجل أن يكون مصدر ثقة واطمئنان لهم لا قلق ورعب من أدائه غير المقنع وأهدافه العكسية.