«عنوان المدينة من مدخلها»، لأنه أول ما تقع عليه عين الزائر، وفي ضوء ذلك يرسم انطباعه عنها، لذا تحرص البلديات على الارتقاء بالمداخل وتزيينها، لكن يبدو أن ذلك لا يحدث في مدينة جدة، فالداخل إليها قادما من مطار الملك عبدالعزيز، باتجاه الجنوب، يصطدم بحي النزهة الشعبي (الصميدات)، كأول موقع يراه، فتختلط الأمور لديه، عن العروس الفاتنة التي تغزل بها الكثير، فبدلا من أن تتحرك أمانة جدة للارتقاء بالحي وتطويره، تركته للعشوائية، حيث المنازل المتهالكة، والشوارع الترابية المحطمة التي تغص بالنفايات، إضافة إلى تدفق مياه الصرف الصحي، مشكّلة مستنقعات راكدة تصدر الروائح الكريهة والحشرات والأوبئة للسكان. وتحول الحي بفعل العشوائية الطاغية عليه، إلى منطقة ملائمة لمخالفي أنظمة العمل والإقامة، مرتكبين فيه كثيرا من التجاوزات. ويطالب سكان الحي الجهات المختصة ومنها أمانة جدة وشركة المياه الوطنية، بالالتفات إلى الصميدات ورفده بالخدمات الأساسية، مثل سفلتة الشوارع، وتنفيذ شبكة الصرف الصحي، والارتقاء بالإصحاح البيئي فيه، بإزالة النفايات أولا بأول. وعبر ناصر السعيدي عن مخاوفه من حدوث كارثة بيئية في الحي، باختلاط مياه الشرب مع المجاري، مناشدا الجهات المختصة وفي مقدمتها شركة المياه الوطنية، بالتحرك سريعا وإيجاد الحلول. وقال السعيدي: «يعاني حي النزهة الشعبي، من نقص حاد في الخدمات التنموية الأساسية، مثل تهالك شوارعه وافتقادها للسفلتة، ما نشر الحفر والغبار المتطاير فيها»، مستغربا التجاهل الذي يعانيه الحي من الجهات المختصة في جدة، خصوصا الأمانة. وأشار طارق خالد إلى أن افتقاد الصميدات لشبكة صرف صحي، أسهم في تلوثه، بانتشار المجاري في شوارعه مصدرة الروائح والحشرات، متمنيا من الجهات المختصة الالتفات إلى حيهم، خصوصا أنه يعتبر مدخل «العروس». ويصطدم كل من يتجول في الحي بتكدس النفايات في أروقته، متسائلا عن دور الجهات المختصة في الارتقاء بالإصحاح البيئي وإزالة جميع الملوثات منه. وتساءل حسن دغريري عن دور شركة المياه الوطنية في معالجة التلوث الذي يعاني منه الحي، منذ فترة، ملمحا إلى أن المشكلة تفاقمت منذ ما يزيد على أسبوع. وأضاف دغريري: «بات الحي يغص بمخالفي أنظمة العمل والإقامة، مستغلين العشوائية الطاغية عليه، لممارسة كثير من التجاوزات، أبسطها تحول أسطح المساكن الشعبية إلى مستودعات»، مشددا على أهمية التفات أمانة جدة وشركة المياه الوطنية للصميدات وتزويده بما يحتاجه من خدمات. وحذر أحمد عسيري من انتشار المنازل الخربة في الصميدات، واستغلالها من ضعاف النفوس، مطالبا بالالتفات إليها ومطالبة ملاكها بإزالتها أو فرض عقوبات صارمة عليهم. واستغرب عسيري الوضع المزري الذي يعانيه حي الصميدات، خصوصا أنه مدخل «العروس»، موضحا أنه من المفترض أن يكون أفضل منطقة في جدة، لأنها أول ما تقع عليه عين الزائر للمحافظة. واستاء من انتشار مياه الصرف الصحي في شوارع الحي، دون أن تتحرك شركة المياه الوطنية لمعالجة المشكلة المتفاقمة منذ أسبوع، موضحا أن المجاري اختلطت مع مياه الشرب وباتت تهددهم بوقوع كارثة.