ظلت موسكو صامتة طوال الأزمة القطرية، ولم تعلن أي تحرك عملي إزاء حلها، مع دخول الأزمة شهرها الثالث، واستمرار نظام الدوحة في التعنت وعدم قبول مطالب الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب. ومع إعلان عن جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لثلاثة عواصم خليجية، التي تبدأ اليوم (الأحد) لكل من الكويت والإمارات وقطر، فإن هذه الجولة تحمل في طياتها أكثر من مجرد زيارة وزير روسي للمنطقة، بغرض الوساطة في الأزمة الخليجية، بل هي بحث عن دور حيوي في المنطقة، لكي يكون منافسًا للدور الأمريكي فضلا عن إرسال رسالة إلى أن الكرملين سيكون حاضرا في الأزمة القطرية بعد صمت طويل، إذ تؤكد مصادر خليجية ل«عكاظ» سعي روسيا للعب دور إستراتيجي مختلف ومغاير عن الدور الأمريكي في تسوية الأزمة القطرية، بيد أن المصادر رفضت إعطاء أي تفاصيل عن إن كان لافروف يحمل مبادرة حل، أو إن كان لافروف سيتجه بعد زيارة هذه العواصم، لجولة مماثلة للدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب باعتبارها الطرف الرئيسي. وكان لافروف قد أوضح في تصريحات سابقة، أن «موسكو مستعدة للمساعدة في حل أزمة قطر مع جيرانها، في حال ارتأت الأطراف الوسيطة أن مثل هذه المساعدة ضرورية». وكانت الولاياتالمتحدة قد شككت في قدرة روسيا على التوسط في الأزمة القطرية. المصلحة الروسية تتطلب الوجود مباشرة أو بشكل غير مباشر في القضايا الشائكة بالمنطقة وتحديدا في الأزمة القطرية خصوصا أن السفير الروسي لدى الكويت، ألكسي سولوماتين، قد كشف في تصريحات أمس، أن زيارة لافروف تأتي ضمن جهود روسيا الاتحادية لدعم الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية. وتمسكت الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب بمطالبها الشرعية والعادلة بضرورة وقف قطر دعم الإرهاب والالتزام بالمبادئ الستة التي تم الإعلان عنها في اجتماع القاهرة، والتي «تمثل الإجماع الدولي حيال مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويله ورفض التدخلات في شؤون الدول الأخرى التي تتنافى مع القوانين الدولية وأهمية تطبيق اتفاقي الرياض 2013، و2014، اللذين لم تنفذهما قطر».