شرعت الهيئة العامة للترفيه في تنظيم نشاط هنا وهناك في سبيل تأسيس بنية تحتية ورسم تخطيط مؤسسي، وعندما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر القنوات التلفزيونية إعلانات عن عرض مسرحية طارق العلي في جولة على مدن سعودية عدة، استوقفني الإعلان كثيرا، ليس لأن الممثل طارق العلي فنان له شعبية ومحبوب لدينا في السعودية وبالتالي أتوقع أنه سيكون هناك إقبال كثير على الحضور فقط، بل ذهبت إلى التفكير في أهمية دور الهيئة العامة والترفيه خصوصاً أنه مع نهاية الشهر الحالي ودخول شهر مايو ستكون الهيئة أتمت عاما على إنشائها. ولا يزال كل ما نعرفه ونقرأه عنها أنشطة هنا وهناك. وأرى أنه مثلما تحتاج المدن في تخطيطها إلى تأسيس بنية تحتية من طرق وصرف صحي ومدارس وكل ما يتطلبه بناء مدينة فإن الهيئة العامة للترفيه بحاجة إلى بنية تحتية حتى تستطيع أن تطرح أجندة أنشطتها وتطبقها باعتبار الترفيه ووسائله حقا مشاعا بشكل دائم ومنتظم وليعرف المواطن أنه متاح بشكل مستمر وطوال العام. أما عرض مسرحية الفنان طارق العلي والجدل الذي دار حولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين من يرحب بعروض زائرة وبين من يتساءل: لماذا ليس فنانا سعوديا ومخرجا سعوديا ومسرحا سعوديا؟ فالواضح أن هناك إشكالية؛ إذ إن عالم الفنون ومنه المسرح بحاجة إلى مؤسسات متخصصة ومعاهد لكي يكون منتجنا محلياً ونحضر العروض الدائمة بدلاً من الزائرة. ومتى اقتنعنا أن من وسائل الترفيه المسرح فنحن بحاجة إلى تعليم وتدريس التمثيل والإخراج والتصوير والكتابة المسرحية التي تشكل القاعدة الأساسية لأن تقدم الهيئة العامة للترفيه عرضاً مسرحياً، وإذا كنا في نهاية عام منذ تم إنشاء الهيئة ننتظر عرض مسرحية نستضيفها من بلد شقيق ضمن عدد من الأنشطة التي تقيمها الهيئة هنا وهناك، فالأمل أنه بنهاية العام الثاني لتأسيس الهيئة أن يكون قد تم تأسيس بنية تحتية تتضمن المباني الدائمة المتخصصة من مسارح وسينما ومتاحف والمعاهد المتخصصة التي يتولد عنها ومنها المواهب. مع إقرار اللوائح والأنظمة التي تمكن من تأسيس بنية تحتية وتفعيل الممارسة دون محاذير ولا تعطيل. وللعلم الترفيه ضرورة دائمة وليس حالة عابرة أو استثنائية يعلن عنه بين وقت وآخر. وبالتأكيد لا غنى للهيئة العامة للترفيه عن التعاون الكامل مع وزارة الثقافة والإعلام. * جامعة الطائف