إذا نظرنا للدول الخليجية المجاورة سنجد أن المسرح التجاري يعد أمراً طبيعيا فيها ويعد خياراً رئيساً من خيارات الترفيه العائلي، لكن على أرض المملكة لا وجود لهذا النشاط إلا في حدود ضيقة وضمن فعاليات موسمية محدودة، وهذا واقع مؤسف يجبرنا على أن نطرح الأسئلة على المنتجين المسرحيين المعنيين بهذا الأمر لنعرف ما المعوقات التي تقف أمام استثمارهم في المسرح التجاري خصوصا إذا علمنا أن العائلة السعودية هي السبب الرئيس في نجاح العروض المسرحية في دول الخليج ومصر. القحطاني: آن الأوان لفتح المجال أمام الإنتاج الخاص الجاسر: أين هي القاعات المسرحية النموذجية؟ الحوشاني: المسرح التجاري يحتاج إلى مغامرة إنتاجية في البداية حدثنا المنتج والكاتب والمخرج المسرحي فهد الحوشاني الذي سبق له تجربة الإنتاج المسرحي الخاص، قائلاً: «إن تجربة طارق العلي في مسرحية «بخيت وبخيتة»، التي قرأت أنها نجحت تجارياً عند عرضها في مدينة الرياض، لاشك أنها تمنحنا فرصة لتناول هذا الموضوع من كل الزوايا والبحث بجدية عن إعادة المسرح التجاري الاجتماعي الكوميدي للسطح من جديد، وذلك لأن هذا النوع من المسرح يعد مطلباً أساسياً لكل المجتمعات في حال كان بعيداً عن الإسفاف والتهريج». وأضاف: «لدي سابق تجربة في إنتاج عدد من المسرحيات الموجهة للطفل، وكان الحضور لها بتذاكر رمزية.. لذلك لا أرى أن هناك عائقاً فعلياً يمنع من تكرار التجربة لكن الأمر بحاجة إلى منتج مغامر يستطيع التعاقد من ممثل نجم يجذب الجمهور شريطة أن تكون قيمة التذاكر بنفس قيمة التذاكر التي دفعت لمسرحية طارق العلي». أما المنتج عمرو جابر القحطاني فيرى أن المسرح التجاري يحتاج إلى أكثر من «المغامرة» حيث يرى أنه «لكي نصل إلى مسرح تجاري بمعنى فتح شباك التذاكر للجمهور فلابد أن تكون هناك بنية أساسية ينطلق منها هذا المسرح، لابد من توافر مسارح مجهزة ومهيأة والأهم توفر حماية أمنية لهذا المسرح لأن المنتج سيخصص مبلغاً ليس بالقليل لإنتاج المسرحية، ولكي يسترد هذا المبلغ ويضيف عليه ربح فلابد أن يضمن عدم تدخل أي فئة وإيقاف العرض». ويتفق معه في ذلك الممثل والمخرج المسرحي عمر الجاسر الذي أجاب عن سؤالنا بأسئلة عن واقع البنية التحتية للمسرح عموماً حيث قال: «أين هي القاعات المسرحية النموذجية لاستقبال مثل هذه العروض؟ وكيف نحصل عليها إذا توافرت؟ وما الجهة التي ستكون المظلة لهذه العروض؟ وما الدعم الذي ستقدمه؟». ويرى الجاسر أن الإجابة عن هذه الأسئلة ستضعنا في أول الطريق نحو تأسيس المسرح التجاري السعودي تأسيساً نظامياً واضحاً يتيح للجميع المشاركة فيه وفق لوائح معروفة وثابتة، وهو يدعو إلى النظر في هذا الموضوع بجدية، ويشاركه عمرو القحطاني الذي يرى أنه «آن الأوان لكي نطلق مسرحاً تجارياً متنوعاً في بلادنا، فالجمهور متعطش، وهذا النوع من الترفيه المدفوع يمكن من خلاله إيصال رسائل للمتلقي من شأنها الارتقاء بفكره وتطوير فهمه وهذا هو دور المسرح حتى وإن كان للترفيه». وليس «الترفيه» نقيصة في حق المسرح التجاري على حد قول الحوشاني الذي يؤيد فكرة الدفع مقابل الترفيه؛ «لأنه ذو جدوى أكبر للجمهور حيث سيكون المسرح منظماً أكثر، وسيجد المتفرج أن مقعده في قاعة المسرح محجوزاً له لوحده وليس كالعروض المفتوحة، التي ربما لا يجد مقعداً مناسباً بسبب مجانية العروض». وتمنى الحوشاني من المسرحيين السعوديين أن لا يعتمدوا فقط على المسرح الرسمي المدعوم من قبل جهات حكومية بل أن يغامروا في المسرح التجاري، لأنه الاختبار الحقيقي لأي فنان ومخرج وكاتب. فهد الحوشاني عمرو القحطاني عمر الجاسر