قبل أيام قريبة أفادتنا «عكاظ» أنه تم إعادة التأكيد على التعليمات الرسمية باقتصار لقب الشيخ على شيوخ القبائل المعتمدين ومشايخ العلم المعتبرين المعروفين وليس الدخلاء عليهم. ويوم السبت الماضي قالت صحيفة الحياة إن مجلس الشورى بصدد طرح مشروعي نظامين في جلساته المقبلة لمكافحة ظاهرة «الهياط» و«الإسراف» في الولائم التي استشرت في المجتمع وأصبحت تمثل صورة مقززة لكل إنسان سوي، واستهتاراً بالنعمة، وسفاهة ممجوجة. حسنا.. لماذا الربط بين الخبرين؟. شخصياً أجد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بينهما، فلقب الشيخ تم امتهانه الى حد غير معقول بعد أن ابتدع بعضهم إضفاء لقب الشيخ على كل محدث نعمة وجد نفسه فجأة يملك الملايين دون أي قاعدة اجتماعية عريقة أو علم أو قيم أخلاقية يتمثلها من ماضيه. شخص كان في قاع الظلام، ولكي يستقطب الضوء لا بد أن يكون مسرفاً. هؤلاء فجروا فجوراً عظيما في الكفر بنعم الله ومنها الطعام، فابتدعوا ما لا يستطيع الإنسان عند مشاهدته سوى قول: أستغفر الله العظيم، اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا. والله لقد شاهدت في بعض المآدب ما يجعل الإنسان يحزن ويتقزز من العبث بالنعمة، وأتذكر مناسبة تورطت فيها مع أستاذنا الإعلامي الكبير بدر كريم رحمه الله، وإذا بنا وحدنا أمام بعير صغير بكامل هيئته يبرك على مساحة كبيرة من الأرز المطعم بالخرفان والطيور. فوراً خرجنا أنا وهو إلى المغسلة بمجرد مشاهدة المنظر ليستفرغ كل واحد ما في معدته. إن ما نشاهده الآن من نشر مثل هذه الولائم الباغية الطاغية في زمن لا تجد فيه بعض الأسر رغيف الخبز هو اعتداء على الإنسانية لا بد من معاقبة من يقترفه. هناك بيوت أيها (الشيوخ) المزيفون المسرفون تبحث عما يسد الرمق، وأنتم بما تنهبونه من أموال تكفرون بنعمة الله. والآن أصبح من الواجب ردعكم بمصادرة الألقاب التي منحكم إياها المال دون وجه حق، وعقابكم على السفه الذي تؤذون به مشاعر خلق الله.