قال نشطاء ان القوات السورية قتلت 32 مدنيا على الاقل يوم الجمعة في العاصمة دمشق في حملة قمع متصاعدة على الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد. وكان هذا اعلى عدد من القتلى يسقط في الاحياء الوسطى بدمشق منذ تفجر الانتفاضة قبل اربعة اشهر في سهل حوران الجنوبي قرب حدود سوريا مع الاردن. وقال نشط بالتليفون من دمشق ان"عشرات الالاف من سكان دمشق خرجوا الى الشوارع في المناطق الرئيسية لاول مرة يوم الجمعة وهذا هو سبب لجوء النظام الى مزيد من القتل." وقال الزعيم المعارض وليد البني لرويترز ان عمليات القتل تلك دفعت المعارضة الى الغاء مؤتمرها المزمع للانقاذ الوطني في حي القابون بدمشق يوم السبت بعد ان قتلت قوات الامن 14 محتجا خارج قاعة افراح حيث كان من المقرر ان يعقد المؤتمر. وقال البني بالتليفون من دمشق ان الشرطة السرية هددت صاحب قاعة الافراح وان المعارضة قررت الغاء الاجتماع انقاذ للارواح. واضاف البني انه مازال من المقرر ان تعقد شخصيات معارضة ونشطاء بارزون مؤتمرا منفصلا في اسطنبول يوم السبت. ويسعى الاسد الذي يواجه أكبر تحد لنحو 40 عاما من حكم حزب البعث الى سحق الاحتجاجات التي تفجرت في مارس اذار. لكن رغم أن جماعات حقوقية تقول ان نحو 1400 مدني قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الا ان الاحتجاجات تتواصل بلا هوادة ويتزايد عدد المشاركين فيها. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان "هذه هي أكبر احتجاجات حتى الان. انها تحد صريح للسلطات لاسيما عندما تخرج كل هذه الاعداد في دمشق للمرة الاولى." وذكر شهود وناشطون أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في العاصمة دمشق وضواحيها. وقتلت الشرطة اربعة في درعا مهد الانتفاضة والواقعة بجنوب سوريا. وأضافوا أن قوات الامن قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد قرب الحدود مع تركيا حيث هاجمت قوات ودبابات القرى. وقتل اثنان اخران في مدينة حمص. وقال شاهد من منطقة ركن الدين في دمشق ان مئات الشبان الملثمين اشتبكوا مع قوات الامن بالعصي والحجارة. وهتف المحتجون قائلين "يسقط يسقط بشار الاسد." وفي مدينة حماة التي نفذ الجيش مذبحة فيها عام 1982 أظهرت لقطات فيديو صورها السكان حشدا كبيرا في ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة يردد "الشعب يريد اسقاط النظام". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 350 ألفا على الاقل تظاهروا في محافظة دير الزور الشرقية. وقال سكان ان القوات السورية قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين هناك يوم الخميس. ويناضل الاسد المنتمي للاقلية العلوية بسوريا لاخماد المظاهرات الاخذة في الاتساع في المناطق الريفية والقبلية النائية بالاضافة الى ضواحي دمشق ومدن مثل حماة وحمص. ومنعت اعتقالات جماعية ونشر كثيف لقوات الامن بما في ذلك ميليشيا علوية غير نظامية تعرف باسم الشبيحة المظاهرات في الاحياء الوسطى بدمشق وحلب المركز التجاري . ويقدر النشطاء أن عدد أفراد الشرطة السرية في شوارع دمشق زاد بأكثر من الضعف منذ بدء الاحتجاجات الا ان الركود يسود الاقتصاد وتتعرض الليرة السورية لضغوط مع ارتفاع سعر صرفها الى 53 ليرة امام الدولار مقابل 46 ليرة امام الدولار قبل اندلاع الانتفاضة. ونقلت صحيفة (ليزيكو) الفرنسية المتخصصة في مجال الاعمال عن تقرير لمؤسسة طهران الفكرية التابعة للقيادة الايرانية قوله ان ايران حليفة سوريا تبحث تقديم مساعدات مالية لدمشق بقيمة 5.8 مليار دولار وتشمل قرضا فوريا بقيمة 1.5 مليار دولار. وتستهدف عقوبات دولية الزعماء السوريين وليس البنوك والشركات السورية لكن فرنسا والولايات المتحدة تضغطان من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة واستصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدين القمع بعد تعرض السفارتين الفرنسية والامريكية للهجوم.