قالت ناشطة حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 11 مشيعا في مدينة حمص الواقعة في وسط سوريا يوم السبت خلال جنازة جماعية لاشخاص قتلوا في احدث قمع للاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد. وقالت محامية حقوق الانسان رزان زيتونة ان لديها اسماء 11 شخصا على الاقل قتلوا عندما تعرضت جنازة عشرة متظاهرين مطالبين بالديمقراطية قتلتهم قوات الامن في حمص يوم الجمعة عند مقبرة نصر لاطلاق نار. وقال شاهد كان في الجنازة وتحدث لرويترز بالتليفون ان المشيعيين هتفوا "يسقط النظام" وانهم تعرضوا لاطلاق النار لدى مغادرتهم المقبرة على بعد ثمانية كيلومترات شمالي وسط حمص. واضاف ان "اطلاق النار كان بدم بارد. الناس كانوا خارجين في هدوء من المقبرة." وقال ان عشرة مشيعين اصيبوا في الهجوم الذي وقع عند الساعة 1200 بتوقيت جرينتش تقريبا. واضاف انه رأى خمسة اشخاص مصابين بطلقات نار في سيقانهم واذرعهم ينقلون الى المستشفى. وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام العالمية من العمل فيها منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهرين مما يتعذر معه التحقق بشكل مستقل من تقارير النشطاء والمسؤولين. وقال ساكن اخر بحمص انه سمع صوت اطلاق نيران اسلحة الية بشكل كثيف خلال الليل قادما من منطقة باب عمرو حيث نشرت دبابات في وقت سابق من الشهر الجاري لسحق مظاهرات متزايدة ضد حكم الاسد الاستبدادي. وقال شاهد بالتليفون من ضاحية سقبا بدمشق ان قوات الامن قتلت محتجا اخر اسمه زياد القعدي لدى اطلاقها ذخيرة حية على مظاهرة في تلك الضاحية التي يقطنها 40 الف نسمة. وقال الشاهد "كانت هناك مظاهرة كبيرة للمطالبة بالاطاحة بالنظام استمرت منذ بعد الظهر. بدا وكأن كل سكان سقبا خرجوا الي الشوارع. ودخلت قوات الامن في المساء وبدأت باطلاق النار." وجاءت احدث اعمال عنف في الوقت الذي قالت فيه المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 44 مدنيا على الاقل في هجمات على المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت في شتى أنحاء سوريا يوم الجمعة. وقال النشط عمار قربي الذي يرأس المنظمة ان أكثر من نصف هذا العدد قتل في محافظة ادلب حيث انتشرت الدبابات يوم الجمعة لسحق مظاهرات ضخمة ضد حكم الاسد. واندلعت الاحتجاجات في تحد لحملة عسكرية قالت منظمات حقوقية انها اسفرت عن مقتل اكثر من 800 مدني خلال الاسابيع التسعة الماضية. ورفض الاسد هذه الاحتجاجات بوصفها انها تخدم مؤامرة مدعومة من الخارج لاشعال صراع طائفي. وتنحي السلطات السورية باللائمة في معظم أعمال العنف على مجموعات مسلحة مدعومة من اسلاميين وقوى خارجية وتقول انها قتلت أكثر من 120 شخصا بين جنود ورجال شرطة. وقالت السلطات مؤخرا انها تعتقد ان موجة الاحتجاجات بدأت تنحسر. وقالت سوريا يوم السبت ان جماعات مسلحة قتلت 17 شخصا يوم الجمعة في محافظتي ادلب وحمص في الجنوب. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء أن 17 شخصا بين مدنيين ورجال شرطة وقوات أمن قتلوا يوم السبت بعد أن "استغلت بعض المجموعات التخريبية المسلحة خروج التجمعات المتفرقة لمتظاهرين والتزام عناصر الشرطة بالتعليمات المشددة من قبل وزارة الداخلية بعدم اطلاق النار حفاظا على أرواح المواطنين وأقدمت هذه المجموعات المسلحة على اطلاق النار على عناصر الشرطة وتخريب وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض الوحدات الشرطية في عدد من المناطق." وتمثل الاحتجاجات أكبر تحد عرفه حكم الاسد. وردا على ذلك الغى الرئيس السوري حالة الطواريء المفروضة على البلاد منذ 48 عاما ومنح الجنسية للاكراد من غير ذوي الجنسية لكنه أرسل دباباته أيضا الى العديد من المدن السورية لقمع الاحتجاجات. وجاءت أعمال العنف التي وقعت يوم الجمعة بعد يوم من مطالبة الولاياتالمتحدة للرئيس السوري بشار الاسد باجراء اصلاحات أو التنحي. وقال المعارض البارز وليد البني ان الاسد ما زال يمكنه ان يحاول تبرئة نفسه بأن يفعل ما فعله قليل من زعماء اوروبا الشرقية وهو ان يقود التحول مباشرة الى الديمقراطية وان يدخل انتخابات حرة اذا شاء. واضاف ان الدماء التي سالت وسعت من النطاق الجغرافي للاحتجاجات وان السوريين احسوا بالاهانة ولم يعد من الممكن اخراسهم. ويستغل المحتجون صلاة الجمعة كوقت للتجمع لانها الفرصة الوحيدة لحشد أكبر عدد ممكن من الناس لكن أيام الجمعة شهدت الاعداد الاكبر من الضحايا في الاضطرابات. وقال نشطاء يوم السبت ان احتجاجات اندلعت في ضواحي دمشق وبانياس واللاذقية على ساحل البحر المتوسط ودير الزور النفطية والقامشلي في الشرق وفي سهل حوران الجنوبي. وقالت محامية حقوق الانسان رزان زيتونة يوم الجمعة ان 12 مدنيا على الاقل قتلوا في بلدة معرة النعمان في محافظة ادلب بعد أن دخلت الدبابات المدينة أمس لتفريق محتجين. وتابعت أن 11 شخصا اخرين قتلوا في مدينة حمص بوسط سوريا في حين قتل سبعة أشخاص في درعا واللاذقية وفي ضواحي دمشق وحماة. وقال ناشطون حقوقيون ان ادلب المحافظة الزراعية الغنية نسبيا قد نالت القسط الاكبر من الحملة الامنية يوم الجمعة حيث القت السلطات القبض على المئات من سكانها. وقالوا ان من بين القتلى خمسة محتجين على الاقل اطلقت قوات الامن النار عليهم عندما كانوا في طريقهم من بلدة اريحا في طريقهم للانضمام الى الاحتجاجات في ادلب. وقال ناشط حقوقي "لقد حملوا قتلاهم وعادوا الى اريحا حيث احرقوا مقار الامن وحزب البعث ومكتب سيريتل." وسيريتل هي اكبر شركة لتشغيل الهواتف المحمولة في سوريا ويسيطر عليها رامي مخلوف ابن خال الاسد والذي وسع من هيمنته على قطاعات اقتصادية عديدة منذ خلافة الرئيس الحالي لوالده قبل 11 عاما.