سادت المنطقة في محيط السفارة الأمريكية في القاهرة حالة من الهدوء الحذر نوعاً ما والتي عقبت مناوشات بين الشرطة ومحتجين في ساعات متأخرة من الخميس وذلك عشية مظاهرات دعت إليها القوى الإسلامية الجمعة احتجاجا على فيلم "براءة المسلمين" المسئ للإسلام. وبدأت المناوشات بعد أن ألقى المحتجون الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الأمن التى ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن السلطات اعتقلت سبعة وثلاثين شخصا على خلفية المواجهات الدائرة أمام السفارة الأمريكية، والتي خلّفت كذلك أكثر من مئتين وعشرين جريحا بحسب مصادر طبية.وقال مراسل بي بي سي في القاهرة في وقت سابق إن المتظاهرين الغاضبين حاولوا التقدم باتجاه مقر السفارة إلا أن قوات الأمن نجحت في إجبارهم على التراجع إلى ميدان التحرير القريب. وامتدت الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين إلى شوارع جانبية قرب مبنى السفارة وإلى ميدان التحرير، مهد الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في يناير كانون الثاني 2011. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد أعلن دعمه " للتعبير عن الرأي وحرية التظاهر والإعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات الخاصة والعامة أو على البعثات الدبلوماسية أو على السفارات" متعهدا بحماية الأجانب في مصر. اقتحام ولم تقتصر المظاهرات الغاضبة من الفيلم المسئ للإسلام على القاهرة فقط فقد امتدت إلى عدة مدن وعواصم عربية وإسلامية أخرى. ففي اليمن، اقتحم مئات المتظاهرين اليمنيين السفارة الأمريكية في صنعاء الخميس ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن سقوط مصابين من الجانبين. ولجأت الشرطة إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين هشموا نوافذ مكاتب الأمن خارج السفارة بالحجارة وأحرقوا خمس سيارات على الأقل قبل أن يقتحموا البوابة الرئيسية للمجمع الذي يخضع لحراسة مشددة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله إن "كل موظفي السفارة في صنعاء بخير ومكانهم معروف". العراق وإيران وفي العراق، تظاهر المئات من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بغداد والنجف والكوت رفضا للفيلم المسيء للاسلام. كما تظاهر حوالى 500 شخص احتجاجا على الفيلم في العاصمة الإيرانية طهران قرب سفارة سويسرا التي تمثل المصالح الامريكية. وجرت المظاهرة التي نظمتها جمعية طلابية متشددة قرب السفارة لكن نحو 200 شرطي من قوات مكافحة الشغب ورجال الاطفاء منعوا المتظاهرين من الاقتراب من السفارة التي اخليت من موظفيها. في غضون ذلك، ألغى الرئيس الأفغاني زيارة إلى الخارج خشية اندلاع أعمال عنف في بلاده بسبب الفيلم المسيء للاسلام فيما قامت حكومات قلقة في اسيا بتعزيز اجراءات الأمن حول السفارات الامريكية لديها. وضمت اندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان صوتها إلى أفغانستان في الطلب من موقع يوتيوب وقف بث الفيلم الذي اثار احتجاجات لاهانته النبي محمد.