تظاهر عشرات آلاف المسلمين اليوم بعد صلاة الجمعة في العالمين العربي والإسلامي للتنديد بالفيلم الأميركي المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ففي القاهرة رشق محتجون مصريون غاضبون من الإساءة للنبي محمد رجال الشرطة بالحجارة اليوم لاعتراضهم الطريق إلى السفارة الأميركية وردت القوات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وطالب الشيخ أحمد المحلاوي إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية الساحلية بالقصاص من منتجي الفيلم. وتوافد على ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة عشرات المتظاهرين رافعين رايات سوداء وخضراء كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" للتعبير عن الغضب من منتجي الفيلم. وكانت جماعة الإخوان المسلمين دعت إلى مظاهرة حاشدة اليوم لكن أمينها العام محمود حسين قال في بيان نشر على موقع الجماعة على الإنترنت اليوم "نظرا لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقط". كما اشتبك محتجون مع قوات الأمن اليمنية التي أغلقت الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية في صنعاء اليوم تحسبا لوقوع أعمال عنف وذلك بعد يوم من اقتحام متظاهرين مجمع السفارة واشتباكهم مع الشرطة ومقتل شخص وإصابة 15 شخصا. كما تجمعت حشود غاضبة من الفيلم في ماليزيا وبنجلادش والعراق. والخرطوم أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس أن متظاهرا سودانيا قتل اليوم قرب السفارة الأميركية خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين. وقال المصدر إن المتظاهر "قضى دهسا بآلية تابعة للشرطة اندفعت في اتجاه المتظاهرين الذين كانوا يرشقون عناصر قوات الأمن بالحجارة". وكانت قوات الأمن السودانية أطلقت في وقت سابق اليوم القنابل المسيلة للدموع لمنع حوالي 10 آلاف متظاهر من الوصول إلى مقر السفارة الأميركية في الخرطوم، بعدما هاجموا السفارتين الألمانية والبريطانية، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وكان المتظاهرون عمدوا في مستهل مسيرتهم الاحتجاجية إلى إضرام النار في السفارة الألمانية في الخرطوم كما هاجموا السفارة البريطانية القريبة منها. وفي العاصمة التونسية، أطلقت الشرطة النار في الهواء بعد أن كانت استخدمت في وقت سابق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا بالمئات أمام السفارة الأميركية بالعاصمة. ودوت أصوات الطلقات في الشوارع المجاورة للسفارة لكن لم تعرف نوعية الطلقات التي تستخدمها قوات الأمن. كما احتشد مئات الأشخاص في المدن الرئيسية بباكستان وشرق أفغانستان وخرج الإسلاميون إلى الشوارع في العاصمة الباكستانية، إسلام أباد، يرددون هتافات معادية للولايات المتحدة ويطالبون حكومتهم بمراجعة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن. واندلعت اشتباكات محدودة عندما منعت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين من التوجه نحو السفارة الأميركية والتي تقع في الحي الدبلوماسي الذي يخضع لحراسة مشددة. وكثفت السلطات إجراءات الأمن حول البعثات الدبلوماسية وغيرها من الأماكن التي يرتادها الأجانب. قال زعيم حزب الجماعة الإسلامية منور حسن في مدينة كراتشي الساحلية أمام حشد من عدة مئات من مؤيديه إن منتج الفيلم ارتكب جريمة ازدراء بالسخرية من النبي محمد. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات من بينها، " ازدراء الأديان ليس حرية التعبير". ونظم مئات المحتجين مظاهرات سلمية في شرق أفغانستان. وقال متحدث باسم الحكومة إنه لم تندلع أعمال عنف أو إتلاف للممتلكات. وجرى تشديد إجراءات الأمن حول السفارة الأميركية في كابول، وانتشرت قوات إضافية وقوات الجيش لمنع اندلاع أعمال الشغب. فيما ساد الهدوء في كابول والمدن الأفغانية الأخرى. وفي عمّان تظاهر المئات من أنصار الجماعة السلفية أمام السفارة الأميركية وأحرقوا العلم الأميركي. من جهتها، دانت دول مجلس التعاون الخليجي الفيلم المسيء للإسلام والهجمات على السفارات الأميركية التي أثارها في العالم الإسلامي، فيما أعلنت البحرين أنها حجبت هذا الفيلم على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في بيان اليوم أن "إنتاج هذا الفيلم أمر لا يمكن قبوله ولا تبريره، حيث تسبب في الإساءة إلى مشاعر المسلمين وغير المسلمين ممن لا يرضيهم المساس بالرسل والأديان والمعتقدات". وقال إن "مثل هذه الأعمال المشينة تقوض الجهود المبذولة لنشر مبادئ التسامح والحوار والتقريب بين أتباع الأديان". ودان أيضا "أعمال العنف ضد السفارات الأميركية في بعض دول المنطقة"، وخصوصا الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي في ليبيا، معتبرا أن "غضبنا ورفضنا لهذا الفيلم لا يبرر أبدا مثل هذه الاعتداءات ولا يحقق إلا الأهداف الدنيئة والمشبوهة لمن قاموا بإنتاجه". ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان.