شهدت العديد من العواصم العربية والإسلامية في إفريقيا وآسيا ما سمي بجمعة غضب ضد الولاياتالمتحدة بسبب الفيلم المسيء، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع الأمن في محيط السفارات الأمريكية ومحاولات اقتحام وإحراق للسفارات والأعلام الأمريكية خلفت عددا من القتلى ومئات المصابين ،فيما توالت بيانات الادانة للاساءة للاسلام ودعوات بضرورة تحكيم العقل والتعبير عن الغضب بطرق سلمية. وأثار الفيلم الذي انتج في كاليفورنيا هجوما على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي في شرق ليبيا أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين يوم الثلاثاء الذي وافق ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي شنتها القاعدة على أمريكا. وتعرضت طائرات أمريكية عسكرية بدون طيار لنيران أسلحة مضادة للطائرات أطلقها متشددون في بنغازي وقال مسؤول ليبي إن طائرات الاستطلاع حلقت فوق مجمع السفارة وفوق المدينة والتقطت صورا وراقبت مواقع لجماعات إسلامية متشددة يعتقد أنها دبرت ونفذت الهجوم على القنصلية الأمريكية. وفي تونس قال التلفزيون الحكومي ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من عشرين شخصا بعد ان اطلقت الشرطة الرصاص بالقرب من السفارة الامريكية في المدينة. وقالت الإذاعة الرسمية السودانية إن ثلاثة محتجين قتلوا الجمعة في مظاهرة أمام السفارة الأمريكية احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لمحاولة تفريق آلاف المحتجين الذين حاولوا اقتحام السفارة الواقعة خارج العاصمة الخرطوم لكن بعضهم تمكن من دخول مجمع السفارة لفترة قصيرة. وفي الخرطوم اقتحم محتجون السفارة الألمانية وقال شهود عيان إن الشرطة لم تبذل جهدا يذكر لمنع المتظاهرين. واطلقت الشرطة في العاصمة السودانية الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق 5000 محتج طوقوا السفارة الألمانية والسفارة البريطانية القريبة. وقال شاهد عيان ان الشرطة كانت تقف بينما كانت الحشود تقتحم السفارة الألمانية. كما أبلغ وزير الخارجية الألماني السفير السوداني في برلين بأن على السودان أن يحمي البعثات الدبلوماسية على أرضه. وكانت وزارة الخارجية السودانية قد انتقدت المانيا لسماحها باحتجاج نظمه الشهر الماضي متطرفون يمينيون رفعوا خلاله رسوما ساخرة ، كما استنكرت منح المستشارة الالمانية انجيلا ميركل جائزة في عام 2010 للرسام الدنمركي الذي ادت رسومه المسيئة للنبي عام 2005 إلى موجة من الاحتجاجات في العالم الاسلامي. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيانها ان المستشارة الالمانية "رحبت بهذه الاهانة للاسلام في انتهاك واضح لجميع معاني التعايش الديني والتسامح بين الاديان." بينما وصل نحو 50 من قوات مشاة البحرية الأمريكية إلى اليمن بعد يوم من اقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية أنها أرسلت وحدة تدخل سريع من مشاة البحرية إلى اليمن للمساعدة في تأمين السفارة الأمريكية بعد اشتباكات في صنعاء. وتمثل الاحتجاجات ازمة جديدة في السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك اوباما قبل أقل من شهرين من الانتخابات التي يسعى فيها للفوز بفترة رئاسية ثانية كما تشكل اختبارا لعلاقات الولاياتالمتحدة مع الحكومات التي صعدت إلى الحكم في دول عربية بعد التغيير او ما يسمى بدول الربيع . واشتبك محتجون مع الشرطة قرب السفارة الامريكية في القاهرة. وأقامت الشرطة حاجزا من الكتل الخرسانية بموقع الاشتباك تبادلت من ورائه الرشق بالحجارة مع المحتجين. وبعد بناء السور تحول المحتجون إلى شارع كورنيش النيل في محاولة للوصول إلى السفارة فتصدت لهم قوات الأمن وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع. وكان نحو ألفي شخص تجمعوا في بداية الاحتجاجات يوم الثلاثاء أمام مجمع مباني السفارة وتسلق عشرات منهم الأسوار وأنزلوا العلم الأمريكي ومزقوه وأشعلوا فيه النار. وقال مصدر طبي إن خمسة مصابين بينهم اثنان في حالة حرجة نقلوا اليوم إلى مستشفى قريب لعلاجهم. وقال شاهد إنه أحصى عشرة محتجين تنزف الدماء من رؤوسهم بعد أن أصيبوا بحجارة الشرطة. وشارك ألوف في مظاهرات ومسيرات بعد صلاة الجمعة في القاهرة ومدن أخرى للاحتجاج على الفيلم. وكانت جماعة الإخوان المسلمين دعت إلى مظاهرة حاشدة امس لكن أمينها العام محمود حسين قال في بيان نشر على موقع الجماعة على الإنترنت اليوم "نظرا لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقط." وأضاف أن الجماعة قررت ذلك "حتى لا يستثمر المكان في التعدي على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى... الجماعة تهيب بالقوى المشاركة في التحرير وفي محافظات مصر أن يكون التعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري وسلمي." وقال محتجون وهم يهرولون بعيدا عن المواجهة مع الشرطة بعد أن رشقوها بالحجارة وانتشر حولهم دخان قنابل الغاز المسيل للدموع إن الاحتجاج السلمي لا فائدة ترجى منه. وقال حسام صلاح (28 عاما) وهو سلفي يعمل مهندسا ان الرئيس المصري محمد مرسي يجب أن "يقطع الزيارة (التي يقوم بها لإيطاليا) ويرجع ويطلب من الرئيس الأمريكي إعدام الفيلم ومعاقبة الناس اللي أنتجوه واللي مثلوا فيه." وفي شبه جزيرة سيناء قال شهود عيان ومصدر أمني إن مسلحين فتحوا النار على معسكر للقوة المتعددة الجنسيات قرب الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة وأشعلوا النار في اطارات سيارات وسدوا طريقا إلى المعسكر. وقال المصدر إن اثنين اصيبا من افراد القوة التي تشرف على تطبيق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي وقعت عام 1979. وفي بيروت قال مصدر امني لبناني ان رجلا قتل في طرابلس عندما كان محتجون يحاولون اقتحام مبنى حكوميا. وكان المحتجون قد اضرموا النار في وقت سابق في مطعم أمريكي للوجبات السريعة. وقال المصدر ان 12 فردا من قوات الامن اصيبوا عندما رشقهم محتجون بالحجارة. وشددت السفارات الامريكية وبعثات غربية اخرى في انحاء العالم الاسلامي اجراءاتها الامنية خوفا من ان يؤدي الغضب بسبب الفيلم إلى مزيد من الهجمات بعد صلاة الجمعة اليوم. وتعهد اوباما بتقديم المسؤولين عن الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي إلى العدالة وارسلت الولاياتالمتحدة سفنا حربية باتجاه ليبيا حيث وصف مسؤول امريكي ذلك بانه خطوة لتوفير المرونة لأي عمليات مستقبلية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الادارة الامريكية لا علاقة لها بالفيلم الذي نشر على الانترنت ودعا رئيس الاركان الامريكية المشتركة قسا في فلوريدا لسحب دعمه للفيلم. ونظم الفلسطينيون مظاهرات في كل من الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. واستخدمت الشرطة الاسرائيلية التي امتطى بعض افرادها الخيل قنابل الصوت والقت القبض على عدد من المتظاهرين خارج القدس القديمة بينما حاول عشرات المحتجين السير نحو القنصلية الامريكية القريبة. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد "منعت الشرطة الاسرائيلية مظاهرة غير قانونية من الوصول إلى القنصلية الامريكية في القدس الشرقية واستخدمت قنابل الصوت بعد ان القيت عليها الحجارة والزجاجات." وقال شهود عيان ان بضع مئات من المحتجين في نابلس في شمال الضفة الغربية نظموا احتجاجا واحرقوا العلم الأمريكي. وكانت أكبر الاحتجاجات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس حيث شارك ما لا يقل عن 30 الف شخص في مظاهرات في أنحاء القطاع. وخرج نحو 25 الف شخص في شوارع مدينة غزة استجابة لدعوة حماس وحركة الجهاد الإسلامي ولوحوا بالأعلام الخضراء لحماس والسوداء للجهاد الإسلامي، وأشعل المحتجون النار في العلمين الأمريكي والإسرائيلي وفي دمية لمنتج الفيلم. واشعل محتجون في افغانستان النار في دمية للرئيس اوباما واحرقوا العلم الأمريكي بعد صلاة الجمعة في اقليم ننكرهار في شرق البلاد. ووجه شيوخ القبائل في الإقليم غضبهم نحو القس الأمريكي الذي يدعم الفيلم ورصدوا مكافأة قدرها مئة الف دولار لمن يقتله. واحتشد نحو عشرة آلاف شخص في داكا عاصمة بنجلادش واحرقوا الاعلام الامريكية ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة وطالبوا بمعاقبة المسيئين لكنهم منعوا من الاقتراب من السفارة الأمريكية، ولم تقع أعمال عنف، كما خرجت مظاهرات في كل من ماليزيا والأردن وكينيا وبنجلاديش وباكستان والعراق.