ثمن بخس، يدفعه المشتري ظنا منه أنه حصل على صفقة مربحة، لكنه لا يعلم أن ذلك قد يقوده إلى التهلكة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع الإطارات المستخدمة، بعيدا عن أعين الرقيب، ومراقبة جودتها، وأدى ضعف العقوبات الرادعة إلى امتهان الكثير من العمالة الوافدة بيع الإطارات المستعملة والمتهالكة إلى المستهلكين، مما يؤدي إلى تعريض أرواح الكثيرين للخطر. وفي موسم الصيف، حيث تحتاج المركبات إلى الإطارات الجديدة في ظل الارتفاع الحاصل بدرجات الحرارة، رصدت "الوطن" خلال جولتها في شارع الغرابي جنوبالرياض، حالات شراء من قبل مواطنين، واستطلعت أسباب استخدامها كبديل للإطارات الجديدة، والدوافع وراء بيعها واستخدامها. وقال سليمان اليوسف، أحد المواطنين المتواجدين بشارع الغرابي، إن تلك الإطارات يتم بيعها من قبل العمالة الوافدة، وانتشرت بشكل لافت خلال الفترة السابقة، مشيرا إلى أن رخص الأسعار، وإغراء المستهلك، يأتي على رأس العوامل المساهمة في اقتناع الكثيرين بالشراء، متناسين خطورة ما يقومون به، وهو ما يترتب عليه تعريض حياتهم وحياة أسرهم للخطر. وأضاف اليوسف، أن غياب الجهات المختصة عن تلك العمالة السائبة أعطاهم الفرصة لبيع تلك الإطارات التالفة بأسعار رمزية، من أجل تحقيق المكاسب المادية، مع إهمال فحص جودة تلك الإطارات، مطالبا الجهات المعنية بالأمر معالجة تلك الفجوة التي بدأت تكبر يوما بعد يوم دون رادع أو عقوبة توقفها. أما محمد الشليل، وهو أحد المستهلكين لتلك الإطارات يشير إلى أنه يلجأ إلى شراء الإطارات المستعملة بحكم أسعارها الزهيدة مقارنة بالجديدة، موضحا أن تلك الإطارات يتم عرضها للمشترين بعد الكشف الروتيني عليها، وقال إن أسعار الإطارات الجديدة ارتفعت بشكل كبير، وصلت إلى ضعف ما كانت عليه في وقت سابق، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع سبّب أزمة لذوي الدخل المتوسط. وبيّن أن العمالة الوافدة ومعظمهم من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، استغلوا غلاء أسعار الإطارات الجديدة، ورغبة المواطن في أسعار أقل، مقترحا إعادة النظر في أسعار الإطارات وجودتها، حيث أصبح الغش التجاري منتشرا بشكل كبير في ظل غياب الضمير لدى بعض التجار. من جانبه، أوضح أحد العمالة التي تبيع الإطارات المستعملة ل"الوطن"، أن الإطارات التي تباع هي إطارات سليمة، وتختلف أسعارها بين إطار وآخر، بناء على القياس وحجم الإطار، مؤكدا أن تلك الإطارات صالحة للاستعمال، ونفى بيع إطارات متهالكة. وقال: إنه بحكم خبرته المهنية لا يقبل بيع أي إطار يتضح أنه غير صالح للاستخدام، وبرر بيع الإطارات في مواقع بعيدة عن أنظار الآخرين، برغبة البائعين عدم مزاحمة أصحاب المحال التجارية في عملهم، مشيرا إلى وجود إقامة نظامية لديه، فيما يتشارك الربح مع كفيله شهريا بمبلغ مالي متفق عليه مسبقا.