- جدة أهلت لجنة المدارس الأهلية والأجنبية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بالتعاون مع بيت الخبرة "قيم" للدراسات والاستشارات القيمية والتربوية 218 قيادي تربوي من الجنسين في استراتيجيات غرس القيم في الأجيال خلال مشاركتهم في ندوة "استراتيجيات بناء القيم" والتي نظمتها اللجنة بالمقر الرئيسي للغرفة. وتناول اللقاء الذي قدمه الدكتور فؤاد بن صدقة مرداد خبير التنمية البشرية وأستاذ مهارات الاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز والمشرف على بيت الخبرة "قيم" للدراسات والاستشارات القيمية والتربوية عدة محاور من أبرزها مفهوم القيم والمنظومة القيمية والسلوك الإنساني والمفاهيم القيمية واستراتيجيات غرس القيم ومراحل الترقي القيمي ومؤشراته ودلالاته مع آليات وملامح وضع الخطة القيمية. وأبرز د. فؤاد مرداد أهمية القيم في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد أهدافها، فضلاً عن مساعدة الفرد على فهم العالم المحيط به وتوسيع الاطار المرجعي لفهم حياته وعلاقاته فضلاً عن التحكم في العقل وملذات النفس وكيفية التصرف الآتي والمستقبلي. كما أوضح د. فؤاد مرداد أهمية البناء القيمي للأجيال والذي يمثل الركيزة الأساسية في التربية وصلاح الأفراد المؤدي إلى صلاح المجتمعات، مبيناً بأن البناء القيمي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنظومة القيمية الصحيحة، مؤكداً بأن الأمة اليوم بحاجة إلى مشاريع قيمية تساهم في تشكيل شخصية أفرادها ومجتمعاتها وفق منظومة الإسلام وتشريعاته. ونوه د. مرداد إلى أن القيم تؤدي وظائف مهمة في تشكيل شخصية الإنسان وتوجيه سلوكه، كما تمثل إطاراً مرجعياً لتصرفات الفرد واختياراته في المواقف الحياتية ولذلك تعنى مؤسسات التربية والتعليم بغرس القيم النبيلة وتعليمها وتنميتها لدى الأبناء لتحفظ للمجتمع تماسكه وترابطه وفق المبادئ التي تعمل تلك المؤسسات في منظومتها، مبيناً بأن الأبحاث توضح بأن أخطر أزمة تواجه الثقافة العربية هي العجز عن تشكيل منظومة قيمية مستقبلية تجسد هويتنا العربية والإسلامية وتحفظ لنا ذواتنا وتحقق لنا وجودا مميزا فاعلا على الساحة العالمية. وشدد في ختام الندوة لأهمية أن يشتغل التربويين بالقضية القيمية لأنها مهمة صعبة تتحدى لكل تربوي، مبياً بأنها من أساس الدين حيث لم يشرع الدين إلا لإرساء القيم.