طرحت المعارضة اليمنية رؤية جديدة مع شركائها تحدد خطوات عملية مفصلة لنقل السلطة سلميا في البلاد تنص على أن يعلن الرئيس تنحية عن منصبه ونقل سلطاته وصلاحياته لنائبه ثم يقوم النائب فور توليه السلطة بإعادة هيكلة أجهزة الأمن القومي، والأمن المركزي، والحرس الجمهوري على أن تخضع لسلطة وزارتي الداخلية، والدفاع. ويقول مصدر في صنعاء إنه سيتبع ذلك التوافق مع الرئيس المؤقت (النائب سابقاً) على صيغة للسلطة خلال الفترة الانتقالية تقوم على قاعدة التوافق الوطني بحيث يشكل مجلس وطني انتقالي تمثل فيه كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي وشباب الساحات ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والمرأة يشمل كل مناطق اليمن ويتم بعدها اتخاذ مجموعة من الخطوات أبرزها: إجراء حوار وطني شامل تشارك فيه كافة الأطراف السياسية في الداخل والخارج دونما استثناء وتطرح فيه كافة القضايا على طاولة الحوار للخروج بحل لكافة القضايا ومنها القضية الجنوبية ، والتوصل إلى رؤية للإصلاحات الدستورية الكفيلة بتحقيق الحريات السياسية والثقافية وبناء الدولة المدنية الحديثة ، دولة المواطنة بنظام لا مركزي مع تطوير النظام السياسي على قاعدة النظام البرلماني والأخذ بالقائمة الشعبية. تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقته تترأسها المعارضة وتمثل فيها أطراف العمل السياسي وشباب الساحات ورجال الأعمال ، وتتولى إضافة إلى مهامها الدستورية تسيير الأمور وتصريف الأعمال، وتثبيت الوضع الاقتصادي والمالي، والحيلولة دون المزيد من التدهور في كافة المجالات. تشكيل مجلس عسكري مؤقت من القيادات العسكرية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة وتحظى باحترام وتقدير في أوساط الجيش، بحيث تمثل في المجلس كل تكوينات القوات المسلحة ، ويشرك فيه ممثلون عن المقاعدين قسرياً بعد حرب 1994 وذلك بصورة تجسد وحدة ووطنية هذه المؤسسة لتقوم بدورها وواجباتها الدستورية باعتبارها (ملك للشعب كله ومهمتها حماية الجمهورية وسلامة أراضيها وأمنها) بالإضافة إلى مهمتها المؤقتة في حماية ثورة الشعب السلمية ، والحفاظ على الأمن والاستقرار وصيانة كيان الدولة. تشكيل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاءات العامة تتولى إجراء الاستفتاء على مشروع الإصلاحات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بحسب الدستور الجديد. التأكيد على حق التعبير السلمي وحرية التظاهر والاعتصامات السلمية وغيرها لجميع أبناء اليمن ، ويتم التحقق في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في كافة الساحات وعلى وجه الخصوص مجزرة عدن وصنعاء وأبين وغيرها من الحالات التي استخدم فيها الرصاص الحي والقنابل الغازية وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة ، وتعويض الجرحى والمعوقين وأسر الشهداء. وصرح الناطق الرسمي باسم تكتل اللقاء المشترك للمعارضة لبي بي سي بأن جهودا يبذلها كل من سفيري الولاياتالمتحدة وبريطانيا وسفراء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وأن المعارضة ستطلعهم جميعا على رؤيتها الجديدة في إطار الجهود التوفيقية المبذولة للوصول إلى اتفاق يقضي بنقل السلطة سلميا في البلاد. احتجاجات من ناحية أخرى تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في شوارع العاصمة صنعاء وانضموا إلى ساحة الاعتصام التي يطلق عليها ساحة التغيير. وقد جابت المسيرات عددا من شوارع العاصمة مرددين شعارات تطالب بإسقاط ومحاكمة النظام. وشهدت مدينة عدن جنوب البلاد تظاهرات حاشدة ضد حكم الرئيس علي عبدالله صالح ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة. وكانت المعارضة قد دعت إلى إضراب عام في عدن اليوم السبت، وقد لبى العديد من سكان المدينة النداء حيث أغلقت العديد من المصالح العامة أبوابها. وقد أضرم المحتجون النار في إطارات السيارات وشيدوا حواجز في مداخل الطرق الرئيسية لمنع الدروع العائدة لقوات الأمن من المرور. ودانت المعارضة اليمنية في بيان رسمي اختطاف الإعلامي عبد الغني الشميري مدير قناة السعيدة وتهشيم زجاج منزل وزير الدفاع السابق عبد الملك السياني وإحراق منزل عضو مجلس النواب المستقيل من الحزب الحاكم عبد الكريم الاسلمي على خلفية مواقفهم المؤيدة لما تسمى بثورة التغيير السلمي.