نجح مشروع مشترك بين السعودية ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية ''الفاو''، في إنتاج أجبان من حليب النوق، حيث قام المشروع باستيراد عدة أصناف من الفطريات المستعملة في إنتاج الأجبان من فرنسا، وتم استعمالها في إنتاج أصناف مختلفة من أجبان الإبل يتميز كل واحد منها بتركيبة ومذاق خاص تم تطويرها تدريجيا من خلال عرضها على فريق تذوق يقوم بتقديم ملاحظاته. وقالت وزارة الزراعة إن المشروع سيستمر في تطوير هذه التقنية من خلال إنشاء وحدة للأجبان في مركز أبحاث الإبل والمراعي، والتعاون مع القطاع الخاص من أجل أن يتولى هذا الأخير إنتاج وتسويق هذه الأجبان بعد أن يقوم المشروع بدراسة جدوى تسويق هذا المنتج. كما يمكن أن يستفيد مربو الإبل من إنتاج وتسويق الأجبان من خلال إنشاء جمعيات تعاونية تعنى بهذا الموضوع. والمشروع كان من ضمن حزمة مشاريع نفذت خلال الفترة 2006 – 2011 حيث كان من أهم مخرجاته رفع كفاءة الباحثين في مركز الإبل والمراعي في الجوف من خلال التدريب داخل المملكة وخارجها، والقيام بعدة أبحاث ودراسات نشرت في عدد من المجلات العلمية الدولية والمؤتمرات الدولية. ونشر المشروع أخيراً دراسة مهمة وشاملة عن توصيف سلالات الإبل في المملكة عرض ونوقش في ورشة عمل نظمت في وزارة الزراعة، ودعي إليها خبراء سعوديون ودوليون. كما قام المشروع بتقديم الخدمات البيطرية لعدد من مربي الإبل في المنطقة الشمالية. ومن المعلوم أن المنظمة تقدم الدعم الفني في مجالات اختصاصها للدول الأعضاء حيث تقوم حاليا بإدارة وتنفيذ ما يزيد على ألفي مشروع وضمن برامج تنموية مختلفة في الدول الأعضاء وخاصة النامية منها في مختلف أرجاء العالم. وتغطي برامج المنظمة نشاطات واسعة في مجالات الإنتاج النباتي والحيواني، مكافحة الأمراض النباتية والحيوانية، الاستغلال المستدام والمعقلن للموارد الطبيعية، وتقديم المشورة في مجال السياسات. كما أن المنظمة تقدم الدعم المستعجل للدول التي تعاني أزمات طارئة مرتبطة بالكوارث الطبيعية وغيرها. وكانت بداية برنامج التعاون الفني بين حكومة المملكة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة منذ بداية خمسينيات القرن الماضي. وقد تواصل هذا التعاون عبر توقيع اتفاقيات الأموال المودعة المختلفة التي تقدم من خلالها المنظمة الدعم الفني لوزارة الزراعة في المملكة وذلك من خلال تنفيذ مشاريع تنموية يتم تحديدها بالتشاور بين الطرفين، وتهدف إلى تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المملكة. وقد ساهمت هذه المشاريع في تحقيق الكثير من الإنجازات في القطاع الزراعي أهمها محاور تشمل التدبير المستدام للمياه بما فيها استعمال مياه الصرف المعالجة، المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية، تطوير قطاع البستنة بما فيها الحمضيات والزيتون والتمور، إلخ. كما ساهم برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة في المملكة والمنظمة في رفع قدرات الكوادر الوطنية في العديد من المجالات، ودعم مراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة مما سيساعد في تحقيق أهداف الوزارة الرامية إلى ضمان تنمية ريفية وزراعية مستدامة.