الرئيس السابق لجامعة الخليج العربي تصبح عضوا في 'مجلس مستقبل العالم' عن المنطقة العربية. "عطاءُ النساء"، مبادرةٌ في صورة منظمةٍ عالمية مناصرةٍ لحقوق المرأة، تأسست بالعام 2007، وتهتمُ – أساساً - بتجميع الجهودِ الرامية إلى الحدِّ من وفيات الأمهات في العالم، وخلقِ التزام سياسي، والعمل على توفير استثمارات مالية، لتنفيذ الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية الحالية، والذي يدورُ حول تقليل وفيات الأمهات، وتيسير خدمات الصحة الإنجابية في جميع أنحاء العالم، وهي وفيات تترتب على مضاعفات الحمل والولادة، ويمكن تجنبها، ومع ذلك يروحُ ضحيتها ما يقربُ من 350 ألف فتاة وسيدة، كل سنة، بمعدل امرأة كل دقيقة!
وترى هذه المبادرة/المنظمة أن صحة الأمِّ هي حقٌ أصيلٌ من حقوق الإنسان، إضافةً إلى أنها ضرورة عملية لتحقيق التنمية المستدامة.
واحتفالاً بيوم المرأة العالمي لهذا العام (8 مارس/آذار)، وقع اختيارُ المنظمة على مائة امرأة من جميع أنحاء العالم، رأت أنهنَّ يستحققن أن يكنَّ "النساء الأعظم عطاءً" للعام 2011؛ وكانت الأستاذة الدكتورة رفيعة عبيد غباش، الرئيس السابق لجامعة الخليج العربي – المنامة (البحرين)، واحدة من هؤلاء النساء المائة الناشطات في مختلف المجالات، والمشهود لهن بالتأثير الخلاق الفعال في محيطهن، تكريماً لمسيرة حافلة بالجهود التي نجحت في تحقيق تغير ملموس في مجتمعهن، وفي وضع المرأة على نحو خاص.
وأورد موقع المنظمة بالإنترنت فقرات مختصرة عن حيثيات الاختيار، فقال عن الدكتورة رفيعة غباش إنها التزمت خلال فترة رئاستها لجامعة الخليج العربي بالنهوض بتعليم المرأة العربية، والعمل على تصحيح الخلل الحاصل في التوازن الاجتماعي بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا؛ ودعمت هذا الالتزام بإطلاقها لشبكة مهنية للنساء العربيات العاملات في هذه المجالات، وبناء قاعدة بيانات تسلطُ الضوءَ على أبحاث العالمات العربيات، كما عملت على تعزيز فرص تبوُّأ المرأة العربية للمراكز القيادية في هذه المجالات، التي تؤدي عواملُ كثيرة إلى بطء تقدم المرأة فيها كثيرا عن الرجال.
يذكر أن الدكتورة غباش بدأت مسيرتها العلمية بالتخرج من كلية الطب – جامعة القاهرة (قصر العيني) عام 1983؛ ثم حصلت على دبلومين في الطب النفسي من جامعة لندن بالعام 1988؛ وفي العام 1990 حصلت من الجامعة ذاتها على شهادة البورد في الطب النفسي، قبل أن تنهي رحلتها الدراسية في هذه الجامعة بنيل درجة الدكتوراة في وبائيات الأمراض النفسية عام 1992.
وعملت الدكتورة غباش فور عودتها إلى بلادها، الإمارات العربية المتحدة، بكلية الطب والعلوم الصحية، جامعة الإمارات، ووصلت إلى منصب العميد في نوفمبر/تشرين الأول 2000، ثم اختيرت رئيسا لجامعة الخليج العربي لفترتي رئاسة (2000 - 2008)، وكانت أول امرأة عربية تشغل منصب رئيس جامعة إقليمية.
وكان للدكتورة رفيعة غباش إسهاماتها الواضحة خارج النطاق الوظيفي والدائرة الأكاديمية، فاهتمت بالعمل العام، وهي تعد واحدة من أبرز الناشطات الثقافيات والحقوقيات المهتمات بتعزيز وضع المرأة العربية والتمكين لحقوقها. وقامت في هذا المجال بتأسيس وترأس شبكة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا، كما أنها توشك بالوقت الراهن على الانتهاء من اللمسات الأخيرة في متحف متخصص في تاريخ المرأة الإماراتية، أنشأته على نفقتها الخاصة، وتفرغت له في الآونة الأخيرة، وهو جهد غير مسبوق، يستهدف ربط ماضي النساء العربيات في هذه المنطقة من العالم، بالواقع الذي يشهد اهتماما خاصا بخطط التنمية البشرية، بعامة، ويولي النساء جانبا كبيرا من هذا الاهتمام. وقد كان لهذه الإسهامات الفائقة ترديداتها على المستوى العالمي، فاختيرت الدكتورة رفيعة غباش عضوا في "مجلس مستقبل العالم" عن المنطقة العربية، وهو هيئة عالمية مستقلة تهتم بمراعاة أحوال الأجيال القادمة في خطط المؤسسات العالمية الحالية. وأخيراً، استحقت الدكتورة غباش هذا التكريم العالمي، باختيارها واحدة من مائة امرأة، هن الأكثر عطاء في العالم، لهذا العام. رجب سعد السيد الإسكندرية ميدل ايست أونلاين