شهدت العاصمة البحرينية مساء أول من أمس، تدشين مركز للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية، بتمويل سعودي بلغ 14 مليون دولار، تبرعت بها الأميرة الجوهرة البراهيم حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (يرحمه الله). كما شهدت حفلة التدشين التي حضرتها نحو ألف سيدة من دول عربية عدة، تكريم 15 عالمة عربية، من بينهن خمس سعوديات، أبرزهن العالمة الدكتورة سميرة إسلام، التي تحدثت حول التطورات التي طرأت على حياة المرأة السعودية، والإنجازات التي حظيت بها المملكة على أيدي سعوديات، «على رغم التأخر في التعليم للإناث مقارنة مع الدول الأخرى». وشهدت الحفلة التي حضرتها حرم ملك البحرين الشيخة سبيكة آل خليفة، سرداً لتاريخ المركز عبر فيلم وثائقي بعنوان «الأميرة الجوهرة عطاء وإنجاز». فيما كشفت رئيسة جامعة الخليج العربي الدكتورة رفيعة غباش، التي أشرفت على تأسيس المركز، منذ المراحل الأولى، وبدايته الموقتة في كلية الطب التابعة للجامعة، أن المركز «مقام على مساحة أربعة آلاف متر مربع، وسيضم كوكبة من العلماء العرب، وسيكون حلقة التواصل بين الباحثين كافة في مجال الأمراض الوراثية من الدول العربية كافة، لأنه الوحيد المتخصص على مستوى المنطقة العربية في هذا المجال». وأكدت غباش التي أنهت فترة عملها في الجامعة بعد أن استمرت لمدة ثمانية أعوام، وخلفها في منصبها السعودي الدكتور خالد العوهلي، أن «تقلد أكاديمي سعودي لرئاسة الجامعة يعكس مدى أهمية البحث العلمي في السعودية، والدعم المقدم إلى البحوث العلمية والدراسات»، مضيفة في تصريح إلى «الحياة»، ان «القائمات على المركز هن نساء عربيات خليجيات برعاية واهتمام سعودي. ويتألف المركز من قاعات عدة، ووحدات متخصصة في علوم الأمراض، مثل التشخيص الجيني، والجينات الخلوية، والأمراض الاستقلابية، والجينات، والدراسات السكانية والإحصاء لأعداد الدراسات الإحصائية». فيما كشفت في كلمتها خلال الحفلة، عن نمو الإيرادات البشرية والمالية للجامعة، وقالت: «في عام 2001، كانت الإيرادات 45 مليون ريال. ووصلت حالياً إلى 102 مليون ريال، وكانت البداية في أعداد الطلبة 600، وحالياً 1251 طالباً، مع التوافق الايجابي لأعضاء هيئة التدريس البالغ عددهم 261». وأشارت الشيخة سبيكة في كلمة ألقتها، إلى إنجاز علمي توصل إليه المركز العام الماضي، وهو «اكتشاف الجين «إسراء» وهو العنصر الطبيعي في جسم الإنسان، الذي يساعد على مقاومة الأمراض، وقد تم تسجيله دولياً»، معتبرة ذلك «دلالة على الإمكانات العلمية المتخصصة في الوطن العربي». فيما نوهت الأميرة الجوهرة، إلى أهمية المركز الذي «سيكون نقطة تجمع للعلماء العرب، والبحوث العلمية القيمة وتسجيل الاكتشافات»، مشيرة إلى حصول الطالبة الدكتورة إيناس الحربي، على أول دكتوراه من المركز، وهذا «دليل على أهمية المتابعة والحرص على دعم البحوث والدراسات العلمية»، مضيفة ان «جامعة الخليج العربي تجاوزت فترات صعبة، وأصبحت جامعة عالمية لها خبراؤها وعلماؤها ومراكزها المتخصصة لخدمة المجتمعات». وشرح مدير المركز الدكتور معز بخيت، الاكتشاف الذي تم التوصل إليه. وقال «اكتشاف «إسراء» هو اختصار علمي لمسميات عدة، وهو قائم على افتراض علمي باستشعار النهايات العصبية المنتشرة في الجسم لمركزية المخ عند حالات تنشيط قيادة جهاز المناعة في الغدد اللمفاوية الرئيسة كالطحال». وأبان ان المركز «وضع خططاً إستراتيجية للخطة العشرية له، تمتد من عام 2008 إلى 2018، وتركز على توظيف التطورات المستحدثة في علوم المورثات وتأهيلها»، مضيفاً أن «المركز سيمر في مراحل عدة، هي التشغيلية الوسطى خلال السنوات الثلاث المقبلة، أما مرحلة التشغيل العليا، وهي على النطاق الإقليمي، فتتضمن عدداً من المجالات العلمية الحديثة لدول الخليج والوطن العربي». وأشارت مديرة وحدة الخصوبة والعقم في المركز الدكتورة مريم دشتي، إلى الاستعدادات العلمية للمركز للتقليل من حالات العقم في الوطن العربي. وقالت: «سنتعاون مع وزارات الصحة الخليجية، لتقديم العون البشري، والتخفيف من الكلفة المادية لعلاجات العقم». كما تم عرض فيلم وثائقي حول النساء وتاريخ العلوم، وآخر لنساء مبدعات في علوم الجينات. وتم تدشين الموقع الالكتروني للمركز بعد سرد لثلاث سنوات مضت على بنائه خلال ثلاث دقائق.