بناء على رغبة الدكتورة رفيعة غباش رئيسة «الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا» («أنويست» ANEWEST اختصاراً ل Arab Net for Women In Science & Technology)، نُقِل مقر أمانة الشبكة من جامعة الخليج في البحرين إلى «مكتبة الإسكندرية» أخيراً. وأبرمت مذكرة تفاهم بين المكتبة والشبكة، و «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو)، و «أكاديمية العالم الثالث للعلوم» («تواس» TWAS اختصاراً ل Third World Academy for Science)، تتعلق برعاية شبكة المرأة العربية. وتتضمن المذكرة اتفاقاً بين الأطراف الأربعة المعنية على التعاون لتعزيز الشبكة وتفعيل دورها، وإيجاد برامج في البحوث والتنمية من شأنها تمكين المرأة من ممارسة مهن علمية، إضافة إلى وضع برامج تدريبية للنساء علمياً لضمان استمرار تطويرهن مهنياً، وتنظيم مؤتمرات ومحاضرات ودورات تدريبية وورش عمل من أجل تعزيز دور المرأة في العِلم، وإنشاء قاعدة بيانات عن المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا. تواصل نساء العرب علمياً في كلمة ألقتها في «مكتبة الإسكندرية»، أكّدت غباش أهمية الاتفاقية في تحقيق التواصل بين نساء العرب، وشدّدت على أهمية الدور المصري في دعم دور الشبكة، خصوصاً عِبر الدور الدولي ل «مكتبة الإسكندرية». وأشارت غباش إلى أن الشبكة، تعمل على تجميع بيانات للسيدات العربيات لتفعيل جهودهن العلمية، وتشجيعهن على إنجاز مشاريع بحثية جديدة. وتناولت سبب اختيار «مكتبة الإسكندرية» مقراً لأمانة الشبكة، مُبيّنة أن ذلك يرجع إلى دور المكتبة «المثمر والفعّال في نشاطات الشبكة كافة منذ نشأتها»، لافتة إلى أن الشبكة تعمل حالياً على إعداد قائمة متكاملة بالأنشطة التي ستنفذها خلال المرحلة المقبلة بدعم من المؤسسات التي وقعت مذكرة التفاهم. وأضافت غباش: «أنا على قناعة تامة بأن مساحة نشاط الشبكة ستكون أوسع وأشمل، بعد انتقال أمانتها إلى المكتبة التي تملك من الآليات والمرونة ما يجعلها تحقّق التواصل الفعال مع جهات متنوّعة... فمنذ إنشاء الشبكة حرصنا على الحضور في المؤتمرات العلمية للتعريف بها... وعقدنا ثلاثة مؤتمرات لهذا الغرض في مصر والبحرين والإمارات. ونأمل بأن تصبح الشبكة مظلة تستقطب العالمات العربيات لأننا نعاني حالياً من حال هدر لطاقة المرأة العربية علمياً. ويكفي أننا نشاهد يومياً مؤتمرات للسياسيات والحقوقيات والناشطات في المجال الاجتماعي، ولا نشاهد مؤتمراً للفيزيائيات أو العالمات في الكيمياء مثلاً». واختتمت غباش بالقول : «عندما توليت مسؤولية الشبكة كنت رئيسة ل «جامعة الخليج في البحرين» أيضاً، واليوم أعطي الأولوية للشبكة في مجال جغرافي أوسع لتحقيق المزيد من التمكين للمرأة في المجالات العلمية خصوصاً أن المرأة العربية خطت خطوات واسعة في مجال التمكين، خصوصاً في عالم السياسة». في السياق نفسه، تحدّثت المهندسة هدى الميقاتي، مديرة «مركز القبة السماوية العلمي» في «مكتبة الإسكندرية»، موضحة أن «الشبكة العربية للمرأة» تهدف إلى الاستفادة من القدرات الفردية والجماعية لتعزيز دور المرأة العربية علمياً. نظائر عربية لجوائز «لوريال» وفي المناسبة عينها، أعرب الدكتور طارق شوقي، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة ال «يونيسكو» في المنطقة العربية (مقرّه القاهرة)، عن سعادته بالتعاون بين المنظمة و «مكتبة الإسكندرية»، خصوصاً أنهما يدعمان دور المرأة في العلوم والتكنولوجيا. ولفت إلى أن التعاون بين أربع جهات دولية، يرفع من قيمة نشاطات الشبكة ويمكنها من تحقيق أهدافها ويخلق سبلاً أفضل لتمكين المرأة في المجتمع العربي. وأضاف أن ال «يونيسكو» بصدد عمل نسخة عربية من جائزة «لوريال» العالمية، كي تُطبّق إقليمياً في مصر والسعودية والإمارات والكويت وتونس، مُشيراً الى وجود مِنح تقدّمها ال «يونيسكو» للمتفوقات علمياً بين حديثات التخرج. وقال: «أهم ما يشغلنا حالياً هو تطوير البحث العلمي والثقافة العلمية في البلاد العربية من خلال كثير من البرامج التي نتبناها». وأقيمت في المناسبة حلقة نقاشية بين مجموعة من العلماء البارزين ومنهم الدكتورة هند حنفي، رئيسة جامعة الإسكندرية، والدكتورة رشيقة الريدي، الأستاذة في جامعة القاهرة والحاصلة على جائزة لوريال 2010 للنساء في مجال العلوم، والدكتورة منى بكر، الأستاذة المساعدة في المعهد القومي لليزر والعلوم المحسنة التابع لجامعة القاهرة. يذكر أن «الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا» انطلقت في عام 2005 من «جامعة الخليج العربي» في البحرين، بالتعاون مع منظمة ال «يونيسكو»، بمشاركة 18 دولة عربية. وجاء إنشاء الشبكة بعد القرار الذي صدر عن «المؤتمر العالمي حول العلوم» الذي عقد في بودابست (1999) بإنشاء شبكات عالمية للعلماء من النساء، للتأكيد أن التفرقة بناء على الجنس تعوق نصف المجتمع عن المساهمة في أنشطة التنمية المستدامة، وعلى الحاجة الملحة لإدماج المرأة في جوانب عملية التنمية كافة. وتساعد الشبكة على تفعيل مشاركة المرأة في وضع الاستراتيجيات ورسم السياسات واتخاذ القرارات المتعلقة بالعلوم والتقنية. وتهدف إلى بناء جسور التعاون بين العربيات المتخصصات في العلوم، وتنسيق التعاون بين المؤسسات العربية والدولية لرفع قدرات المرأة العربية في العلوم.