نقلت وسائل الصحف السعودية عن رجل الدين الذي يتمتع بنفوذ عبد المحسن العبيكان قوله: "إنه يحق للمرأة السفر من دون محرم"، وأجاز العبيكان -وهو مستشار في الديوان الملكي بحسب الصحف السعودية الثلاثاء 12 يوليو/ تموز 2011م- سفر المرأة دون محرم "إذا أمنت على نفسها" كأن تستقل الطائرة، على أن يستقبلها أحد محارمها لدى وصولها. وانتقد من يمنع سفر المرأة بدون محرم قائلا "كيف يجيز من يقول بذلك لأنفسهم استقدام خادمات من الخارج دون محرم"، وأوضح العبيكان أن "علة منع سفر المرأة دون محرم هي الخوف عليها خلال السفر بوسائل قديمة إما في الطائرة، فلن يستطيع أحد الاعتداء عليها، إما مسألة التحرش بالكلام وغيره، فإن هذا يحصل في الأسواق وعبر الهاتف وفي كل مكان". وأضاف الشيخ العبيكان بحسب ما نقلته عنه صحيفة الرياض "إن ديننا دين العقل والعلم، ولم يشرع الله عز وجل حكمًا عبثًا، فالشرع منزه عن العبث ومالا فائدة فيه، فإذا كانت المرأة معرضة للاعتداء في سيرها وحدها في طريق مظلم ليس به أحد، بل وربما في بيتها إذا كانت وحدها ولم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون معها في هذه الحالة محرم، فكيف يشترط بعض الأشخاص المحرم في السفر بالطائرة، ومع الأمن عليها، فإن هذا لا يتصور في هذه الشريعة المحكمة، موضحًا أن من يقول إنه قد تختطف الطائرة، فإن محرم المرأة في هذه الحالة لو كان معها وقتها سيكون مختطفًا ولن يستطيع عمل شيء. وأضاف: "لو قلنا باشتراط المحرم بدون النظر للعلة ومع وجود الأمن لضيقنا على الناس، و"أثّمنا" النساء المدرسات اللاتي يذهبن مع سائق كل يوم مسافات طويلة ليقمن بالتدريس في بلدان بعيدة مع كثرتهن، ولضيقنا كذلك على من يريد زوجته أن تسافر من مدينة لأخرى وهناك من يستقبلها عندما يكون مرتبطًا بعمل". وأفاد العبيكان أن الشيخ عبد الله بن جبرين عندما سئل عن حكم سفر المرأة وحدها في الطائرة لعذر بحيث يوصلها المحرم إلى المطار ويستقبلها محرم في المطار الآخر أجاب: "لا بأس عند المشقة على المحرم كالزوج أو الأب إذا اضطرت المرأة إلى السفر، ولم يتسن للمحرم صحبتها، فلا مانع من ذلك بشرط أن يوصلها المحرم الأول إلى المطار، فلا يفارقها حتى تركب الطائرة ويتصل بالبلاد التي توجهت إليها، ويتأكد من محارمها هناك أنهم سيستقبلونها في المطار، ويخبرهم بالوقت الذي تقدم فيه ورقم الرحلة، ذلك لعدم الخلوة المنهي عنها، ولعدم المحظور من سفرها وحدها التي تكون عرضة للضياع أو لاعتراض أهل الفساد، وأيضًا فالمدة قليلة، إنما هي ساعة أو بضع ساعات وهذه المدة قد لا تسمى سفرًا أصلا، لأن السفر هو الذي يسفر عن أخلاق الرجال، فلا ينطبق على المدة القصيرة، ولأن الضرورات لها أحكامها". وتتزامن تصريحات العبيكان مع اتخاذ وزارة العمل قرارات تسمح للمرأة بالعمل في قطاع الملابس النسائية ومحلات أدوات التجميل، ومنحت الوزارة قطاع الملابس النسائية مهلة ستة أشهر وأدوات التجميل فترة سنة لتصحيح أوضاعهم، كما حظرت الوزارة على النساء مزاولة 24 مهنة وصفتها أنها تشكل خطرًا عليهن. ام بي سي