ارتفعت عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري خلال مظاهرات يوم "الجمعة العظيمة" إلى 88 شهيداً على الأقل, حيث كانوا يطالبون بالإصلاح والديمقراطية. وقال نشطاء سوريون إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 88 مدنيا في مواجهات مع محتجين مطالبين بإسقاط النظام برئاسة بشار الأسد. وكان شهود عيان قد قالوا في وقت سابق: إنّ قوات الأمن السورية فتحت النار على جموع للمحتجين، مما أدّى إلى سقوط 72 شهيدًا على الأقل. وقال قيادي في المعارضة السورية بحمص: إنّ الشرطة أطلقت النار على رجل يبلغ من العمر 41 عامًا، وأصابته في عنقه، في حين قال شاهد عيان من دوما إنّ قوات مكافحة الشغب والمخابرات والشرطة تولت التصدي للمتظاهرين في المنطقة، مضيفًا أنّ قناصة تمركزوا على سطح مستشفى، وأطلقوا منه النار، مما أدّى لسقوط عدة قتلى وجرحى. ولفتت الناشطة رزان زيتونة في دمشق إلى أنّ الشرطة أطلقت النار لتفريق متظاهرين في منطقة "الست زينب"، حاولوا تحطيم تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار، الذي تسلم السلطة عام 2000، كما أبلغت عن سقوط ثلاثة جرحى على الأقل في الحسكة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن الناشط عمار القربي أن 72 شخصا على الأقل استشهدا في المظاهرات التي عمت المدن السورية اليوم الجمعة وشارك فيها عشرات الآلاف. وأضاف الناشط أنه يوجد كثير من الجرحى والمفقودين، وأعرب عن اعتقاده بأن 20 شخصا على الأقل فقدوا وقال إن البعض يعتقدون أنهم قتلوا، وأفاد بأن معظم القتلى سقطوا بالرصاص وأن القليلين توفوا بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. وفي وقت سابق نقلت رويترز عن منظمتين حقوقيتين سوريتين تحصران عدد الضحايا إن 49 شخصا على الأقل استشهدوا في ضواح ومدن تحيط بدمشق وفي حمص بوسط البلاد وفي مدينة درعا الجنوبية. وكان بين المدن التي شملتها المظاهرات درعا ودمشق وحمص وبانياس والقامشلي والسلمية والكسوة، حيث رفعت لافتات تطلب إسقاط النظام، في يوم احتجاج أطلق عليه "الجمعة العظيمة". وتقول منظمة حقوقية إنّ قوات الأمن السورية تستخدم العنف الشديد لقمع المتظاهرين، وقد ذكرت منظمة العفو الدولية أن 228 شخصًا على الأقل قُتلوا منذ بداية الأحداث في 15 مارس الماضي. وكان ناشطون سوريون على موقع "فيسبوك" قد دعوا إلى الرد على قرار الأسد برفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ نحو 48 عامًا، بمواصلة الاحتجاجات، قائلين إنّ التحضيرات تجري لتنظيم مظاهرات عقب صلاة الجمعة. وقال مشاركون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على الموقع الاجتماعي، والّتي تضم أكثر من 120 ألف مشارك، إنهم حضروا لعدة "مفاجآت سارّة في حلب"، بينما نقلت وسائل إعلام عن شهود عيون قولهم الجيش السوري انتشر خلال الليل في حمص. وكانت صلاة الجمعة عاملاً حاسمًا في الثورات الّتي شهدتها مصر وتونس وليبيا، وتتعالى الدعوات في سوريا لتنظيم احتجاجات واسعة عقب الصلاة، وقال ناشطون "سنستخدم دروعًا واقية لحماية أجسادنا غدًا في مظاهرات الجمعة العظيمة". ويوم الخميس، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، مرسومًا رئاسيًا بإنهاء حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ نحو 48 عامًا، كما أصدر مرسومين تشريعيين بإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وتنظيم حق التظاهر السلمي. وأرسلت لجنة تنسيق المظاهرات قائمة لوكالة "رويترز" بأسماء 88 شخصا صنفوا حسب المنطقة, وقالت اللجنة إن الشهداء قتلوا في مناطق تمتد من ميناء اللاذقية حتى حمص وحماة ودمشق وقرية أذرع الجنوبية.