أثبتت المرأة السعودية نجاحها في العديد من المجالات ، وأبرزت بعلمها وفكرها أعمالاً يفخر بها الوطن ، ولعبت دوراً أساسياً في عجلة التنمية الوطنية مما جعلها شريكاً فاعلاً في رفعته ونمائه ، ومضت بكل ثقة واقتدار تستظل برعاية واهتمام قيادتنا الحكيمة التي منحتها سبل التمكين والتعزيز لأدوارها في مختلف الميادين . وكما عرفت الطبيبة والمعلمة والعالمة ، عرفت المطوفة ابنة مكةالمكرمة التي أخذت على عاتقها خدمة حجاج بيت الله الحرام ، وبرز دورها الفاعل في خدمة ضيوف الرحمن ، وعلى مدى العقود والسنوات الماضية لم نشهد أي اقصاء لدورها في خدمة الحجيج ، ومن عمل في مجال خدمات الحجاج في الماضي قبل نشأت المؤسسات يتذكر مطوفات فاضلات منهن لطفية معزوزة التي كان مقر مكتبها في الحفائر ، وبنت الكباريتي ، رحمه شبانه يرحمهم الله ، وغيرهن من اللواتي كانت لهن أدوار مشرفة في خدمة الحجيج . وتمكنت المطوفات من اثبات جدارتهن والوصول إلى عضوية مجلس الإدارة ، فكانت أول سيدتان تدخلان مجلس الإدارة عام 1439 ه هما السيدة / نجود حيدر جمل الليل ، والأستاذة / هنادي رمضاني ، بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، وجاء قرار تعيينهن في إطار تمكين المرأة السعودية من المشاركة في خدمة الحجاج ورفع نسبة مشاركتها في سوق العمل وفقاً لرؤية المملكة 2030. وبالعودة للسنوات الأولى لبروز مؤسسات الطوافة عام 1402 ه ، نجد عدم غياب دور المطوفة ، كما يدعي البعض ، وهذا ما برز في أول خطوة مشاركة المطوفة التي أطلقتها مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا ، ونفذتها الدكتورة وفاء مندر بعد دراستها لحالات الحاجيات المنومات بمستشفى الولادة والاطفال فعملت على افساح المجال أمام المطوفات لمتابعة حالات الحاجيات المنومات بالمستشفى . ولم تكن هذه الخطوة هي نهاية المطاف ، فقد عملت المطوفات على بلورتها وتطويرها فبرزت على ضوئها اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، بقيادة المطوفة لطفية جمل الليل ، وهي من أوائل اللجان التي عملت على التنوع في الخدمات ، من خلال اشراك المطوفات في متابعة الخدمات المقدمة للحجاج وتقييمها وزيارة الحاجيات في مساكنهن . كما برز دور المرأة في خدمة الحجاج بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية من خلال إنشاء قسم نسائي يعمل على مدار العام ويقدم خدماته للمطوفات ، تلا ذلك التحاق خمس مطوفات للعمل باللجنة النسائية في بداية نشأتها عام 1417 ه ، ليرتقع عددهن إلى نحو 136 مطوفة في موسم حج عام 1439 ه . ولم يكن دور المطوفات منحصراً على العمل خلال موسم الحج ، فقد عملت مجموعة منهن على دراسة أوضاع المطوفات والسعي لتحسين أوضاعهن ، وشكل فريق عمل شاركت فيها المطوفات د. وفاء محضر ، ونجاة باقاسي ، وحنين سرحان من مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، الدكتورة سوسن كوسة ، والدكتورة سونيا مالكي من مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا ، وحياة بنجر من مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا، وسميرة مقلان من مؤسسة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية ، وفاطمة صحر من مؤسسة مطوفي حجاج ايران ، ونجود جمل الليل من مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، قدمن فيه خبراتهن العلمية والعملية ، وطرحن العديد من الأفكار والآراء والتطلعات التي تحولت إلى واقع عملي لمسه الجميع . ويحق لنا اليوم أن نقول أن المرأة أصحبت تشاطر الرجل في خدمة المجتمع والوطن ، وأن ثقة القيادة بدورها مكنها من تحقيق النجاحات في مختلف المجالات ، فالمرأة السعودية تعيش حالياً مرحلة استثنائية ، برزت نتائجها في عطائها في خدمة مجتمعها وما حققته من منجزات . للتواصل [email protected]