في الوقت الذي تستنفر فيه رؤية 2030، الطاقات المعطلة في مختلف القطاعات وخاصة من النساء لتعزيز أدوارهن في خدمة مسيرة التنمية، إلا أن المطوفات يشتكين بمرارة شديد ة من استمرار تهميشهن في المؤسسات، وقصر دورهن على جوانب بسيطة بعيدة عن المهنة. وبينما ترى المطوفات أن الأوضاع الراهنة لن تتغير، مالم يحصلن على مقاعد في مجلس إدارة المؤسسات، يدافع بعض المسؤولين بمؤسسات الطوافة عن الهامش الذي جرى منحه لهن، مؤكدين أن المطوفات شريك أساسي في خدمة الحجيج من مرحلة القدوم وحتى المغادرة. وتتطلع المطوفات إلى القيام بدور أكبر في خدمة الحجيج بعيدا عن الوكيل الذي يقاسمهن في العوائد التي يحصلن عليها بحسب تأكيداتهن. أعربت المطوفة فاتن محمد حسين عن أسفها لعدم الاعتراف بحقوق المطوفات رغم عمل بعضهن في المهنة لسنوات طويلة بنجاح، وقالت المطوفات لازلن يعانين من الإقصاء عن المهنة والتهميش لدورهن وإن كانت بعض مؤسسات الطوافة أشركت بعضهن في الخدمة بصورة محدودة وأخرى لا زالت تطوعية، فيما لازالت بعض المؤسسات الأخرى بدون أقسام نسائية. وأشارت إلى أن المطوفات فطن إلى هذا الوضع فأخذن زمام المبادرة والعمل تطوعياً في توعية وتثقيف المطوفات وتدريبهم لإعدادهن للعمل، مؤكدةً أن هذا الإقصاء لا يتوافق مع رؤية 2030م التي وضعت رأس المال البشري في أولى أولوياتها، وأشارت إلى أن مشاركة المرأة هدف إستراتيجي من أجل رفع مستوى مشاركتها من 22% إلى 30% في برنامج التحول الوطني 2020م، و40% في 2030م، مؤكدة أن هذا التوجه يستلزم إشراك المرأة المطوفة في خدمات الحج والعمرة خاصة في ظل التوجه إلى زيادة عدد الحجاج إلى 5 ملايين قريباً، وأكثر من 30 مليوناً سنوياً بحلول 2030. أكدت المطوفة الدكتورة سميرة عبدالله بكر بناني أن المتغيرات الراهنة تستوجب مشاركة المرأة في خدمات الطوافة على كل المستويات، مشيرة أن المطوفة قديمًا عملت بمهام وأدوار قيادية بالغة الأهمية تتناسب وخصوصيتها وطبيعتها كأنثى. وأشارت إلى أن العمل الجماعي المؤسساتي لمهنة الطوافة أبعد المطوفة عن المشاركة الفعالة في غمار هذه المهنة وأصبحت قاصرة على أفراد أسرتها من الرجال، واقتصر دورها على تعيين وكيل لها من الطائفة نفسها ليقوم بعملها في بعض المؤسسات التي سمحت لها بذلك.وأشارت إلى أن مهنة الطوافة شهدت مؤخرًا الكثير من التطورات التنظيمية والحضارية خاصة فيما يتصل بجانب «المطوفة» وهو السماح بمشاركتها وللمرة الأولى بالتصويت المباشر في انتخابات مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف. أشارت المطوفة د. سونيا مالكي لما تصفه بالغبن الذي تعاني منه المطوفات في ظل اقتسام الوكيل معها نصيبها، ولو سُمح للمطوفة بممارسة مهنة آبائها وأجدادها لما فُرض عليها وصاية بعض الوكلاء، مشيرة إلى أن المطوفات لا يجدن أي اهتمام بمطالبهن إلا أثناء الفترة الانتخابية. و تساءلت: لماذا لايتم إلحاق المطوفة في الدورات التدريبية أسوة بالمطوفين لإعدادها وتأهيلها للمشاركة في موسم الحج كل عام. طالبت المطوفة الدكتورة أُميمة بنت محمود قزاز بمنح المطوفات عضوية مجلس إدارة المؤسسات، مضيفةً أنه في أوائل نشأتها غاب دور المطوفات لفترة، غير أنه عاد مجدداً، وأشارت إلى أنهن أصبحن مؤهلات علمياً وعملياً ويملكن الكثير من الخبرات الإدارية والعملية. شددت المطوفة الدكتورة وفاء محمد نور -مطوفة بمؤسسة جنوب شرق آسيا على ضرورة تمكين المطوفة في الوقت الحالي لمواكبة التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 وتحويل المهنة من الأداء التقليدي إلى الاحترافية في صناعة خدمات ضيوف الرحمن. وأشارت إلى أن ملف المطوفات لايزال هو الأضعف على طاولة مجالس إدارات المؤسسات رغم أنهن يمثلن نسبة مرتفعة تتعدى 50% من الإجمالى العام للمطوفين في غالبية المؤسسات. المؤسسات: المطوفات شريك في خدمة الحجاج أكدت مؤسسات طوافة على الدور المحوري للمطوفات في خدمة ضيوف الرحمن. وأكد رئيس العلاقات العامة وعضو مجلس إدارة مؤسسة حجاج جنوب شرق آسيا محمود دمنهوري أهمية مشاركة المرأة المطوفة من خلال استضافة الحاجيات في بيوتهن، ومعاملتهن كضيوف في المنازل، مما أدى لنشوء علاقات اجتماعية متينة بين أسر المطوفين والحاجيات من مختلف أنحاء العالم. ومن جانبه أكد المطوف عباس قطان رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي الدول العربية أن مطوفات المؤسسة يقمن بدور ريادي ومتعاظم و يَشرفن بخدمة ضيوف الرحمن في العديد من المجالات من خلال برامج تم تخطيطها وإعدادها بشكل علمي ومدروس منها برنامج اللجنة الاجتماعية وبرنامج الرعاية الإنسانية وبرنامج استقصاء رضى الحجاج، وشارك في موسم الحج الماضي ما يقارب 330 موظفة ومطوفة في الاستقبال والاحتفال بالحاجيات.