افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، اليوم الاثنين، ورشة عمل الهوية الحضارية والطابع المعماري لمدينة جدة، بفنق الريتز كارلتون بجدة، بحضور أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء، ونخبة من المتخصصين والمسؤولين لتثبيت هوية حضارية وطابع معماري لمدينة جدة. كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: “يسعدني في هذا اليوم المبارك أن أكون معكم في هذه المناسبة العظيمة خصوصاً أنها تأتي في اليوم الثاني بعد احتفالنا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية. ولا أخفيكم أنني أعتز وأفخر بكل أبناء منطقة مكةالمكرمة وفي مقدمتهم أبناء جدة على هذا الإنجاز الوطني العظيم والروح الوطنية التي تجلت يوم أمس ولعلنا بهذه الصورة نقدم أنفسنا في هذه المرحلة التي تمر بها المملكة أولا لسيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ولولي عهده الأمين ، وثانياً لأبناء وبنات الوطن، وثالثا للعالم أجمع ونعكس من خلالها أننا نستطيع أن نلبس الثوب السعودي في مختلف المجالات الثقافية، والفكرية، والعملية تحت راية التوحيد التي رفرفت على هامة كل سعودي ، وأن نقول للعالم أجمع ارفع راسك انت سعودي. وليس غريبا علينا أن نشحذ الهمم في سبيل الهوية الوطنية ولعل هذا الملتقي يعبر عن اهتمام الإنسان السعودي بجدة لانه يستمر في العطاء الوطني العربي السعودي الإسلامي الذي نعتز به جميعا ونحن لسنا بحاجة إلى النقل والتقليد الأعمى بل نريد أن ناخذ بكل القيم والحضارات دون أن نفرط في عروبتنا وسعوديتنا وإسلامنا والذي سنبقى عليه إلى أن نموت وستبقى جدة عروس المدائن .. وستبقى جدة عروس .. وهذا دور معالي الأمين” وافتتحت ورشة العمل بكلمة معالي أمين محافظة جدة الأستاذ صالح بن علي التركي، حيث توجه معاليه خلال كلمته بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على دعوته ورعايته لهذه المبادرة التي هي من بنات أفكاره، كما شكر معاليه كل من ساهم في تحويل هذه الفكرة إلى واقع مطروح للمناقشة. وقال معالي أمين جدة أن العنصر الأهم في صناعة هوية أي مدينة هو كيف يحب المواطنون مدينتهم وكيف يميزونها ويزينونها ويحافظون عليها ويبرزون نواحي الجمال فيها، وأضاف معاليه أن نقطة البداية لرسم الهوية العمرانية لأي مدينة هو أولا “أنسنتها”، لافتا إلى أن حب جدة ينعكس من خلال أهمية القضاء على مظاهر القبح والعشوائية وجرائم الاعتداء على أراضيها، وأن نعالجها من تشوهات التلوث البيئي والسمعي والبصري قبل أن نلبسها ثوب الهوية المعمارية الذي يليق بعروس البحر الأحمر. وأكد معالي أمين جدة أن الأمانة بدعم من مقام إمارة منطقة مكة ومقام المحافظة اعتبارا من الآن ستطبق نظماً جديدة للرقابة على الصحة والبيئة والمطاعم، إلى جانب التخلص من الردميات وإعادة اللون الأخضر، وكذلك إزالة ونقل الورش ومواقع التشليح إلى مواقع خارج المدينة، وتلك مرحلة أولى ستتبعها مراحل تالية”. واختتم معالي الأمين كلمته بقوله إن رسم الهوية المعمارية والحضارية لأي مدينة على نحو مقصود من قبل الدولة وأجهزتها هو أمر مهم.. ولكن الأهم منه هو المشاركة التي تصنعها وتجسدها الجماعة في إطار تفاعلها المباشر مع المكان، وهو ما ينتج عنه تشكيل حضاري ومعماري متميز نابع من الوعي ومن مخيلة أهل المدينة ويعبر عن ميراثهم الحضاري والإنساني وعن حبهم الحقيقي لمدينتهم. من جهته قال وكيل أمين محافظة جدة للتعمير المهندس فارس رجب، في كلمته أن الأمانة ممثلة بوكالة التعمير لن تدخر جهدًا في بذل ما في وسعها لخدمة الجميع والتيسير عليهم في إطار القانون والشفافية والنزاهة بعيدًا عن البيروقراطية المعيقة للتطور والتنمية وللتأكيد على ذلك بين وكيل التعمير أن الأمانة بدءًا من الأسبوع القادم ستسند رخص البناء للمكاتب والشركات الهندسية. وانطلقت جلسات العمل خلال الورشة حيث عكفت على تحديد الطابع المعماري والحضاري لمدينة جدة بما يرسم لها شخصية مستقلة وهوية خاصة لهذه المدينة العريقة والتي تمتلك مقومات كثيرة ومهمة، وتعد علامة بارزة ليس في المملكة فقط، بل في شبه الجزيرة العربية والعالم، كونها بوابة الحرمين الشريفين، والمدخل الرئيسي لضيوف الرحمن الذين يقصدون الأراضي المقدسة للحج والعمرة والزيارة، وناقشت جلسة العمل الأولى ( الهوية العمرانية والمشهد الخضاري) أدارها الدكتور ياسر عبد الرازق بليلة عضو مجلس الجمعية السعودية لعلوم العمران بجدة، عضو هيئة التدريس بقسم العمارة كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبد العزيز ، مستشار وكيل جامعة الملك عبد العزيز للمشاريع. فيما ناقشت الجلسة الثانية (هوية مدينة جدة الترميز الحضري)، وأدار الجلسة الأستاذة ندى محمد أحمد زيدان، عميد كلية التصميم والعمارة جامعة دار الحكمة. وتأتي ورشة العمل هذه كبداية لعمل وجهد قادم يهدف إلى تثبيت هوية محافظة جدة، ثم الانطلاق نحو وضع الأسس والبرامج والمشروعات التي تضعها ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم، بما يحقق أهداف القيادة الرشيدة التي تعمل من أجل رفعة الوطن بكافة مناطقه ومدنه، وسيتم الاستفادة من الخبرات الوطنية المشاركة في الورشة، والعمل على تنفيذ توصياتها فور انتهاء الجلسات.