محمد بن لافي حكاية نزاع ومعاناة شعبين بدأت في عام 1961م حينما دخلت إريتريا في حرب إستقلال طويلة ضد إثيوبيا. وتحقق للإريتريون هدفهم عبر تصويت شعبي ساحق لصالح الاستقلال في عام 1993م . ومن ثم إنضمت للأمم المتحدة. لم تنتهي هنا الحكاية بل كانت فصل من فصولها. أُنشئت لجنة لحل النزاع الحدودي بين إريتريا وإثيوبيا فلم تنجح في ظل أطماع كل من هما ،حتى تحول النزاع إلى حرب شاملة عام 1998م .أعلنت عنها إثيوبيا ضد إريتريا راح ضحيتها عشرات الالاف من كلا الطرفين ومئات الملايين من الدولارات ونزوح قرابة المليون إنسان على طول خط التماس وأنتهت الحرب عام 2000م. بعد توقيع إتفاقية الهدنه بين الطرفين. وأيضا لم ينتهي النزاع فقد بدأت الحرب الباردة بين الطرفين وتم فيها إغلاق الحدود بينهم وفرض حالة الطوارئ مع إحتلال إثيوبيا لبادمي . لذلك سميت “حرب بادمي” إشارة إلى مثلث بادمي الحدودي الذي يضم 3 مناطق بادمي وتسورنا ويوري. حكاية امتدت فصولها ومأساتها من عام1961م حتى هذا اليوم 2018/9/16م. عندما إجتمع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، ووقعا إتفاقية جدة للسلام بين البلدين، ليطوي البلدان حكاية ستين عاماً كأطول نزاع في القارة الأفريقية. كانت هذه النهاية في مدينة جدة وعلى طاولة الملك سلمان بن عبدالعزيز ،ملك الحزم والعزم ،وبحضور ولي العهد الامير محمد بن سلمان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. على طاولة الملك سلمان اتفق الطرفان أن لا خاسر بينهم، على طاولة الملك فتحت الحدود بعد عقدين من الزمان منذ اغلاقها،على طاولة الملك إنتهى نزاع 60عاماً،اتفاقية تاريخية ونزاع طويل ومهمة ثقيلة كهذه لايمكن أن تنتهى إلا على طاولة الملك سلمان بن عبدالعزيز،