بقلم :ماجد الهذلي تكلفة الاستجابة مصطلح نفسي يعني إجراءات عقابية شائعة للحد من سلوك ما ، وببساطة يعني أن تأدية الفرد لسلوك ما سيكلفه شياً من المعززات التي في حوزته . هذا هو المفهوم النفسي وفي الغالب يستخدم لتعديل السلوك كعلاج سلوكي وهو ناجح في كف السلوكيات الغير مرغوبة. أما ما نحن بصدد الحديث عنه الآن هو كيف حوّل هذا الإجراء إلي أداة عقاب تستخدم عندما لا يستطيع الإداري المسئول عقاب الموظف نظاماً وفي الغالب من يستخدم هذا الإجراء هو الإداري العاجز حيث يجد في هذا الأسلوب مخرجاً تحت مظلّة النظام لممارسة سلطته على الموظف الملتزم بجميع واجباته الوظيفية للضغط علية في موضوع ما وإخضاعه لما يريد حتى وأن كان خطأ أو مخالف للنظام . أن أمثلة ذلك كُثر ومنها موظف يتقدم لطلب إجازة اعتيادية فترفض دون سبب مُقنع وتعلق بمصلحة العمل ، موظف يطلب ترقيتهٌ الوظيفية بعد انقضاء الفترة المقررة وترفض وتعزى لأسباب غير مقنعه ، موظف يطالب ببدل أقرة النظام له ويرفض لأسباب واهيّة وغيرها الكثير من الأمثلة كل ذَلِك قَد يَكُون لأسباب تتعلق بعجز الإداري أو ضَعُف شخصيته أو خوفه على زوال كرسي الإدارة وفَقد منصبه بسبب تميز هذا الموظف فهو بالنسبة له مصدر خطر وتهديد . مثل هذه التصرفات من الإداريين العاجزين من المؤكّد أنها سوف تأثر على سير العمل سلباً وتدفع الموظف للإحباط وعدم الإنتاجية ومن ثم الانشغال بالمطالبة بحقوق كفلها له النظام أمام المحاكم الإداريّة وهي ما سوف تشغّل الموظف وتأخذ من وقته وفكرة الكثير ناهيك عن مشاعر الْغَضَب والظُلم والامتعاض. مثل هذه الممارسات الإداريّة العاجزة تجعلنا نخسر موظفيْن أكفاء ونحوِّل دافعيتهم للعمل وانتمائهم لمنشئاتهم إلي مشاعر سلبيَّة ستتجسد في سلوكياتهم وتبدّل أفكارهم ومعتقداتهم وتٌخل بواجباتهم الوظيفية الَتِي كَانُوا مثال في الالتزام بها . لذلك على كل مسئول مراعاة الله في الأمانة المُلقاة على عاتقة قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه، قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَىَ مَنْكِبِي. ثُمّ قَالَ: ( يَا أَبَا ذَرَ إنّكَ ضَعِيفٌ وَإنّهَا أَمَانَةٌ، وَإنّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلاّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقّهَا وَأَدّى الّذِي عَلَيْهِ فِيهَا). تبقّى أن أقول لكل شخّص متميز ظٌلم باستخدام تكلفة الاستجابة لَوْلا تميزك وإبداعك لما تعرّضت لمثل هذه السلوكيات فأفخر بذاتك وابقي مُؤْمِناً بقدراتك وحوّل مشاعر الإحباط لمشاعر إيجابيّة توجه سلوكك وتجعلك تبحث فِيهَا عن الحلول لرفع الظّلم وإثبات الذّات ، ولا تحوّل لسلوكيات قَمع للمراجعين. فالاعتزاز والفخر بالذّات هُو أن تفعّل ما يعتقد النَّاس أنك لا تستطيع أن تفعله