ظهر زوج إحدى الطالبات الجامعيات اللاتي تعرضن لحادث تصادم مروع الأحد الماضي على طريق عشيرة شمالي الطائف، وهن قادمات من "المحاني" باتجاه جامعة الطائف، مكلومًا وحزينًا لفقده زوجته التي توفيت في الحادث، مؤكدًا أن ذلك الخبر كان أشبه بالصاعقة عليه، ولكنه مؤمن بقضاء الله وقدره. ويعمل "سلطان بن عبدالله الروقي" معلمًا بإحدى مدارس مركز الحوميات التابع لمنطقة الرياض، ويأتي لرؤية زوجته وثلاثة من أطفاله خلال إجازة نهاية الأسبوع؛ ما يعني أن الوضع مأساوي بالنسبة له، وخصوصًا بعد وفاة زوجته "الطالبة الجامعية" التي تركت له هؤلاء الأطفال الثلاثة. مبديًا استغرابه من غياب مسؤولي التعليم، وخصوصًا "الجامعة"، الذين لم يعزوه أو أسرتها، أو حتى يقوموا بالاطمئنان على المصابات، مكتفيًا بقوله: "أعانني الله، وزادني صبرًا.. فهل من التفاتة لوضعي!!". وتشير المعلومات إلى أن قدر الطالبة المتوفاة دفعها للركوب ب"حافلة الموت" التي لا تتبع لها؛ وذلك كونها ترغب بمرافقة زميلاتها واللحاق بالاختبار الذي كان موعده ذلك اليوم خوفًا من تأخُّر الحافلة التي توصلها دائمًا؛ لتلقى أجلها قبل اللحاق بالاختبار. وكانت قد كشفت مصادر بحسب صحيفة سبق عن أن هناك طالبة من طالبات حافلة الموت التي تعرضت لحادث مروري على طريق عشيرة شمالي الطائف قد توفيت من جراء ذلك الحادث، وتمت الصلاة عليها يوم أمس الأول "الاثنين" دون ذكرها ضمن البيان الرسمي الصادر بالحادث،والاكتفاء بما نصه "وفاة سائق المركبة الأخرى، وإصابة سبع من الطالبات وسائقهن"، وسط تأكيدات أن وفاتها كانت بموقع الحادث؛ ليبقى التساؤل حيال ذلك التغييب لتلك الطالبة المتوفاة، الذي زاد من ألم أسرتها، وخصوصا زوجها. وعبَّر بعض أهالي وذوي الطالبات المصابات عن استيائهم الشديد من عدم متابعة وتدخُّل المسؤولين في التعليم، وبالأخص جامعة الطائف، وغيرهم، لمتابعة الحادث الأليم الذي راح ضحيته "طالبة وسائق المركبة الأخرى". ووقع الحادث على طريق المحاني – الطائف، بالقرب من عشيرة، وخلّف وفاتَين، وإصابات شديدة للطالبات وسائقهن، عبارة عن كسور متعددة في الأقدام، والظَّهر؛ ويخضعون جميعًا لعمليات جراحية في مستشفيات المحافظة التابعة لوزارة الصحة "الملك فيصل والملك عبدالعزيز التخصصي"، والعسكرية "مستشفى الهدا"، وإحداهن منومة في العناية المركزة، وحالتها الصحية متردية. شقيق اثنتَيْن من الطالبات المصابات، وهو من منسوبي وزارة الصحة، روى ما رآه بالحادث المأساوي الكارثي، وأفاد بأنه تلقى اتصالاً من أحد أقاربه، يفيد بوقوع حادث لطالبات، وأنهن متناثرات على قارعة الطريق؛ ما دعاه للتوجه لمقر الحادث (على بعد 100 كم)، ووجد جميع إسعافات الهلال الأحمرمحمَّلة بالمصابات، ولم يقوموا بإيصالهن إلا بعد جهد جهيد؛ إذ أفاد أحد السائقين للإسعافات له -كما قال- بأنه يرفض التحرك لحين اكتمال إسعاف المصابين في الموقع! مؤكدًا –والحديث لشقيق المصابتين- أن "الحادث كان يحتاج لإسعاف طائر، وتدخُّل فوري وسريع إلا أن رجال إسعافات الهلال الأحمر وضعوا المصابات داخل السيارات، وتوجهوا جميعًا لسائق الطالبات المصاب في الموقع". وقال: "كان من المفترض إيصال الحالات للمستشفى فورًا من قِبل السائقين دون انتظار المسعفين المنشغلين بالحالة". وطالب الأهالي أصحاب المسؤولية والقرار بالتحقيق في عدم سرعة نقل الحالات، وعدم توفير الإسعاف الطائر لهن من جراء الحادث المأساوي الذي تعرضن له بالرغم من صمت المسؤولين بالتعليم ممثلاً ب"جامعة الطائف"، وعدم متابعة الحادث، أو السؤال عن الطالبات، كذلك عدم توفير فرع للجامعة في مركز المحاني لكثرة الطالبات اللاتي يفوق عددهن 150 طالبة، ينتقلن يوميًّا للجامعة بالطائف. وروى أحد أقارب المصابات أن أكاديمية من جامعة الباحة إبان وجودها بالمستشفى لزيارة خاصة لها قامت بزيارة للمصابات من طالبات الطائف يوم أمس الثلاثاء في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي؛ وذلك للاطمئنان على صحتهن على الرغم من صمت جامعة الطائف، وعدم متابعة طالباتها. وقدّم ذوو المصابات بالحادث شكرهم وتقديرهم لمدير مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي الدكتور علي الزهراني، والطواقم الطبية والفنية والإدارية كافة على ما لاقوه من اهتمام ومتابعة وسرعة استجابة، وخدمات مقدمة لهن.