أدى طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في عموم مدارس المملكة أمس، اختبارات المرحلة الثانية من الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1430/1431ه، في جو يملؤه الهدوء والطمأنينة، كما كان في يومها الأول مع استمرار حالة الطوارئ لدى الأسر وقلقها الدائم حتى نهاية الاختبارات، إلا أن هذه الأجواء الهادئة والمنظمة لا تخلو أحيانا من بعض الحوادث والمواقف الطريفة والمحرجة أحيانا هنا وهناك. ففي محافظة الطائف، شهد طريق عشيرة المحاني أمس، حادث تصادم مروريا بين حافلة تقل 10 معلمات، وشاحنة نصف نقل يقودها مسن في الثمانين من عمره توفي أثناء نقله للمستشفى، فيما أصيبت سبع معلمات إصابات متفاوتة، نقلن إلى مركز صحي السالمية ومنه إلى باقي مستشفيات المحافظة. وأوضح ل «عكاظ» شهود عيان، تأخر فرق الهلال الأحمر وإسعافات الشؤون الصحية، في مباشرة الحادث، فيما أكد ل «عكاظ» مدير مرور الطائف العقيد عبد الله الشهراني، أن الحادث نتج عنه حالة وفاة وثماني إصابات، مبيناً أن سائق حافلة المعلمات هو مقيم يمني لا يحمل رخصة قيادة مرورية، وهو رهن التحقيق لاتخاذ اللازم حياله، وأنه تم رصد مخالفة أخرى على الحافلة نتيجة بعض الإضافات على المقاعد الخلفية. من جهته، باشر مدير عام تعليم البنات في الطائف سالم بن هلال الزهراني، استقبال أربع حالات في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي في الطائف، وتابع تقديم الإسعافات لهن بمشاركة مديرة مكتب التربية والتعليم بالحوية زها الخماش، وعبر الزهراني عن بالغ أسفه لمثل هذه الحوادث، مبيناً استقرار جميع الحالات، وقال إن التقارير الطبية أشارت إلى احتمال خروج المعلمات من المستشفى مساء اليوم بعد التأكد من سلامة الأشعة والتحاليل. وأوضح الزهراني، أن المعلمات يعملن في مدرسة المحاني المتوسطة والثانوية، مبيناً عدم تأثر الاختبارات بالحادث، وأن المشرفات التربويات من مركز إشراف الحوية باشرن بشكل سريع عمليات الإشراف على الاختبارات وتصحيح أوراق الإجابات بدلا عن المعلمات المصابات. إلى ذلك، أكدت الشؤون الصحية في الطائف استقرار حالة المعلمات المصابات في الحادث المروري، وذكرت على لسان الناطق الإعلامي ومدير العمليات في صحة الطائف سعيد الزهراني، أن تسع فرق ميدانية من الهلال الأحمر والمراكز الصحية والمستشفيات باشرت موقع الحادث لإنقاذ المصابات، حيث تم إسعاف سبع معلمات وسائقهن وسائق السيارة الأخرى إلى أحد المراكز الصحية لتلقي العلاج الإسعافي الأولي، ومن ثم تم نقل الحالات إلى مستشفيات الطائف. لافتا إلى وفات سائق السيارة الأخرى المشتركة في الحادث أثناء نقله إلى المستشفى، مشيراً إلى أن التأخر في إسعاف الحالات كان بسبب وقوع الحادث في وقت مبكر قبل دوام المراكز الصحية، وعدم وجود مراكز إسعافية على الطريق الذي يمتد إلى مسافة 180 كيلو متراً، إضافة على بلاغ كاذب عن حادث لحافلة معلمات على طريق الشفا أشغل فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني والشؤون الصحية وأخر وصول المسعفين في وقت قياسي. وعلمت «عكاظ» من مصادرها، أن سبب إصابة المعلمات رغم محدودية الضرر على الحافلة، كان نتيجة تكدسهن في مؤخرة الحافلة بسبب بعض الإضافات على المقاعد وهو ما يمثل مخالفة صريحة لاشتراطات السلامة داخل الحافلات، إضافة إلى السرعة التي كان يسير بها قائد الحافلة القادمة من الطائف وتقل المعلمات المتجهات لمقار عملهن في متوسطة وثانوية البنات في المحاني. وجدد الحادث مطالبات سكان المحاني، الخاصة بافتتاح مراكز للهلال الأحمر في المنطقة التي يقطنها أكثر من 70 ألف مواطن وتخترقها عدة طرق فرعية ورئيسة، ولا يوجد فيها مركز إسعافي، ما يضاعف من إصابات ضحايا الحوادث المرورية، والمرضى نتيجة تأخر وصول فرق الإسعاف عموماً.