يوجد حول العالم الكثير من القصور المميزة سواءً كان بتصميمها وضخامتها أو بمن سكن فيها أو أنها كانت مقر للحكومة أو بتاريخها العريق وبعد التغيرات السياسية وهجرها أو اقتحامها يتم الاستفادة منها كوجهة سياحية يزورها ملايين السياح من جميع أنحاء العالم على سبيل المثال: قصر الحمراء في غرناطة وقصر دولمة باهجة في إسطنبول وقصر فرساي في باريس والقصر الشتوي في سان بطرسبرغ.... وغيرها الكثير ، أما في أوكرانيا يوجد قصر ميجيهيريا الذي يبعد عن وسط العاصمة كييف 30 كم وكان يسكن فيه الرئيس المخلوع لأوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش منذ عام 2002م عندما كان رئيس للوزراء وكان القصر مقر للحكومة قبل أن يتم نقله عام 2007م لأملاكه الخاصة وعند قيام الثورة الأوكرانية قام بالهروب من القصر في يوم 21 فبراير 2014م إلى روسيا، وفي اليوم التالي اصطف عدد كبير من المتظاهرين والفضولين أمام القصر وكان يوجد شخص يتحدث لهم بأن الجميع سوف يدخل القصر ولكن لابد من المحافظة على ممتلكاته إضافةً إلى منع السلب والنهب، وعند دخولهم تفاجأوا الزوار بالبذخ والحياة المترفة للرئيس فيكتور في المقابل كان الشعب الأوكراني يعيش في فقر، ميجهيريا تعني باللغة الأوكرانية: بين الجبال وهو يقع في مكان أشبه بالغابة فالقصر ليس مميز بكبر حجمه وما بداخله بل بموقعة على ضفاف نهر دنيبر . فقد زرت القصر في أغسطس الماضي وكان في السابق الدخول له مجاناً وبعد اعتباره وجهة سياحية وترفيهية تم وضع رسوم للدخول بسعر (120) هرفنا يعادل (18) ريال ، كما أنه يعتبر متنزه لسكان مدينة كييف وما حولها ومكان مثالي لزيارته من العرسان والتصوير فيه . وبالرغم من كبر مساحة القصر البالغة (1.400.000) متر ووجود الدراجات الهوائية التي تساعد في اختصار وقت الجولة واكتشاف تفاصيل القصر إلا أني فضلت أخذ جولة فيه سير على الأقدام ، ليس المتظاهرون فقط من تعجبوا بحياة البذخ فأنا لم أتوقع هذه الحياة المترفة التي يعيشها الرئيس المخلوع فالقصر يتكون من حديقة حيوانات وطيور أستورد بعضها من سومطرة ومنغوليا، وأنواع متعددة من السيارات العسكرية السوفيتية والسيارات الحديثة الفارهة، وبعض الأعمدة والأحجار التي تم جلبها من اليونان، ويخت قديم على النهر بمبلغ (40) مليون دولار، وممشى بطول (1.5) على نهر دنيبر، ومغاسل من الذهب، والنوافير والبحيرات ، وملعب القولف، ومحميات يزرع فيها أكلة، وزجاجات خمر معتق وضع عليها صورته، وأكثر شيء أعجبني الجاكوزي المطل على الحديقة . فهذا القصر أشبه بمدينة متكاملة وليس قصر عادي فزيارته لا تحتاج إلى ساعات بل إلى يوم كامل لكي تستمتع بكل ماهو جميل فيه حيث أن زيارة هذه القصور تترك انطباع عن كيفية حياة الملوك والأباطرة والزعماء . وفي حال زيارة أي دولة أسأل عن القصور التي بها حتماً ستجد قصر مميز في الدولة أو المدينة التي ستقوم بزيارتها . بقلم سعد بن سليمان الفريخ