تظاهر حوالى ربع مليون شخص وسط كييف أمس، معلنين أنهم ليسوا «تحت قيادة روسيا» وتأييدهم توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي جمّد العمل في هذا الصدد بسبب «عدم التزام» الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إبرامها. في المقابل، تجمّع حوالى 15 ألفاً من أنصار بانوكوفيتش، في حديقة مارنسكي أمام البرلمان، على بعد حوالى كيلومتر من ساحة الاستقلال التي تُعرف ب «الميدان»، وامتلأت بالمتظاهرين الذين سألهم يوري لوتسينكو، وهو قيادي معارض ووزير داخلية سابق: «ماذا يحدث في الميدان اليوم؟ هذه ثورة مناهضة للاستعمار، وفوق كل شيء، يقول الأوكرانيون لموسكو: لم نعد تحت قيادتك، نحن دولة مستقلة». واتخذ المتظاهرون قراراً ل «منع يانوكوفيتش» من إبرام اتفاقات من أجل انضمام أوكرانيا إلى اتحاد جمركي ترأسه موسكو، خلال زيارته إلى روسيا غداً. ووَرَدَ في القرار الذي تلاه وزير الخارجية الأوكراني السابق بوريس تاراسيوك: «الاتحاد الجمركي مشروع جيوسياسي لموسكو التي تستهدف إقامة الإمبراطورية (السوفياتية) التي انهارت في 1991». كما طالب المحتجون ب «الإفراج فوراً» عن زعيمة المعارضة رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو. وكان يانوكوفيتش أقال مسؤولَين بارزين، بينهما رئيس بلدية كييف الذي أمر بتفريق المتظاهرين أواخر الشهر الماضي، ما أوقع جرحى. واعتبرت المعارضة هذه البادرة مهمة ولكن «غير كافية»، وطالبت باستقالة وزير الداخلية فيتالي زخارتشينكو. ومن ساحة الاستقلال، أبلغ السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين المتظاهرين أن «أميركا معكم». وأضاف باللغة الأوكرانية: «سلام لأوكرانيا وسلام للميدان». وتابع: «قدركم أن تكونوا في أوروبا التي ستكون أفضل مع أوكرانيا، والأخيرة ستكون أفضل مع أوروبا». أما السيناتور الأميركي الديموقراطي كريستوفر مورفي فاعتبر أن على أوكرانيا أن تختار بين «الماضي والمستقبل»، مضيفاً: «مستقبل أوكرانيا هو في إطار أوروبا، والولايات المتحدة معها». لكن المتظاهرين تلقوا ضربة، إذ قال مفوض التوسيع في الاتحاد الأوروبي ستيفان فويلي إن الاتحاد «جمّد» عمله حول اتفاق الشراكة مع كييف. وأشار إلى أنه أبلغ سيرغي أربوزوف، النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني، الأسبوع الماضي أن معاودة المحادثات حول الاتفاق ستكون مرهونة ب «التزام واضح» من أوكرانيا بتوقيعه، لكنه «لم يتلقَّ» رداً منها.