برعاية معالي مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي وبحضور معالي مدير جامعة حائل الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم ووكيل جامعة جازان الدكتور حسن بن حجاب الحازمي عقدت الندوة العلمية حول دور الجامعات الناشئة في خدمة المجتمع المحلي مساء الثلاثاء 16 ربيع الآخر 1434ه على مسرح كلية العلوم والدراسات الإنسانية. وتأتي هذه الندوة على هامش فعاليات اللقاء العلمي حول مخاطر السيول الذي استضافته جامعة سلمان بن عبدالعزيز بالتعاون مع الجمعية الجغرافية السعودية في الفترة من 16-18 ربيع الآخر 1434ه. وبدأت حلقة النقاش بكلمة لرئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية أ.د. محمد شوقي بن إبراهيم مكي رحب فيها بالحضور وبين أن من أهداف الجمعية الجغرافية السعودية إقامة الندوات واللقاءات العلمية، والرحلات العلمية لمناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية. وعادة ما تكون مثل هذه الندوات واللقاءات والرحلات العلمية مصاحبة لانعقاد الجمعية العمومية للجمعية الجغرافية السعودية. وقدم شكره لوزارة التعليم العالي لموافقتها على عقد الجمعية العمومية ال 29 في جامعة سلمان بن عبدالعزيز بمحافظة الخرج، كما شكر معالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي على موافقته استضافة جامعة سلمان بن عبدالعزيز هذه الفعاليات، وذكر د. مكي أنه سوف يصاحب عقد الجمعية العمومية 29 ندوة علمية بعنوان: مخاطر السيول، وتركز معظم أبحاث الندوة على محافظة الخرج بهدف إبراز الشخصية الجغرافية للمحافظة والتعرف على إمكاناتها واحتياجاتها التي تواجهها خاصة فيما يتصل بأخطار السيول مما يساعد على خلق تنمية مستدامة بإذن الله، ولهذا صُمم برنامج الندوة ليكون متنوعاً يشمل إلقاء البحوث العلمية، وعقد حلقات النقاش، والقيام برحلات علمية في ربوع المحافظة مما يحقق الأهداف في التعرف والفحص البناء. بعد ذلك قدّم معالي مدير جامعة حائل الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم عرضاً حول (دور جامعة حائل في التنمية المحلية..الواقع والمأمول) وبين أن جامعة حائل قامت بوضع عدد من البرامج والاستراتيجيات الاجتماعية ووضعتها في قائمة أولوياتها، وتوظيف الجهود العلمية والبشرية والاستثمارات المالية الكبيرة في الجامعة لتنفيذ تلك البرامج لخدمة المجتمع والمساهمة البناءة في تحقيق التنمية المحلية بمفهومها الشامل. ثم استعرض عدداً من البرامج في مجالات مختلفة أهمها المجال الإعلامي والتوعوي وذكر أن الجامعة أقامت تحت رعاية ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل عدداً من حلقات نقاش» الجامعة والمجتمع» بعنوان» ريادة، تنمية، شراكة»، وانتهت الحلقة الأولى إلى عدد من التوصيات البناءة التي من شأنها تفعيل دور الجامعة في التنمية المحلية وخدمة المجتمع، وفي المجال الطبي أشار إلى انطلاق عدد من القوافل الطبية من جامعة حائل إلى محافظات ومدن المنطقة، ووصلت إلى جذور المجتمع، واستفاد منها كثير من المواطنين في أماكن بعيدة عن مقر الجامعة، أما في مجال الخدمات الاجتماعية والتنمية الحضرية فذكر أنه تم التعاون مع هيئة تطوير منطقة حائل في عدد من المشاريع التنموية من خلال إجراء الدراسات المساندة. ثم قدم معالي مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي ورقة بعنوان (دور جامعة سلمان بن عبدالعزيز في تنمية المجتمع المحلي) وذكر فيها أن التعليم العالي في المملكة - وبتوجيه ومتابعة سامية من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حقق قفزات نوعية وكمية استرعت انتباه المهتمين بشؤون التعليم العالي في مختلف دول العالم، حيث أدخلت وزارة التعليم العالي تغييرات جذرية واسعة سعيا للوصول إلى هيكلة جديدة للجامعات بما يتناسب مع توجهات سوق العمل المحلي والدولي وذلك عبر مجموعة من البرامج والإجراءات، والخطط القصيرة، والمتوسطة وطويلة المدى لتشمل سبعة محاور أساسية هي القبول والاستيعاب، والمواءمة، والجودة، والتمويل، والبحث العلمي، والابتعاث، وأخيراً التخطيط الاستراتيجي. وتحدث د. العاصمي عن دور جامعة سلمان في قبول أبناء المجتمع المحلي على مقاعد الدراسة وذكر أنه يدرس بالجامعة أكثر من 26 ألف طالب وطالبة ويلتحق سنوياً أكثر من سبعة آلاف طالب وطالبة في عشرين كلية منتشرة في جميع المجتمع المحلي الذي تخدمه الجامعة من الخرج حتى وادي الدواسر وتبلغ برامجها أكثر من (مائة وأحد عشر) برنامجاً متنوعاً بين صحي وهندسي وإداري ومالي وقانوني ودراسات إنسانية: شرعية وتربوية وبعضها متكرر وفقاً لتكرر المحافظات التابعة لخدمات الجامعة. و لفت د. العاصمي إلى دور الجامعة في توظيف القوى العاملة المحلية ،وذكر أن الجامعة تحتضن ما يقرب من 2700 موظف وموظفة من أكاديميين وإداريين وفنيين، وأشار إلى أن الابتعاث يعد إسهاماً واعداً لمجتمع الجامعة المحلي حيث أتاحت الجامعة فرصة الابتعاث لأكثر من 430 مبتعثاً . أما عن دور جامعة سلمان في التنمية الثقافية المحلية فقال إن الجامعة أسهمت في التنمية الثقافية للمجتمع المحلي من خلال التطور الثقافي العام فقد أقامت الجامعة العديد من المحاضرات والندوات المختلفة (دينية وثقافية وصحية) والبرامج التدريبية القصيرة التي تنفذها الجامعة من خلال مركز خدمة المجتمع في مجالات متنوعة، كما أشار إلى إسهامات الجامعة في الارتقاء بالبحث العلمي بالمنطقة فقد تم عقد شراكات بحثية مع عدد من أبناء المجتمع الأوفياء لدعم كراسي البحث تقوم بها الأقسام العلمية بالجامعة, وقد وصل عدد كراسي البحث المقترحة عشرة كراسي بحث، تم تفعيل ثلاثة منها بمبلغ 12 مليون ريال، وفي مجال التنمية الصحية المحلية ذكر د. العاصمي أن الجامعة أخذت على عاتقها مسؤولية توجيه مجهودات حثيثة إلى المحور الصحي من خلال الكليات الصحية الخمس بالجامعة وهي كليات: الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الطبية التطبيقية بالخرج بالإضافة إلي كلية العلوم الطبية التطبيقية بوادي الدواسر، بالإضافةً إلى دور الجامعة في تنمية الخدمات الصحية التي تشمل الخدمات الوقائية، والخدمات العلاجية التي تتضمن بدورها الرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية الثانوية، بالإضافة إلى الرعاية الصحية المتقدمة. بعد ذلك تحدث وكيل جامعة جازان الدكتور حسن بن حجاب الحازمي عن دور جامعة جازان في خدمة المجتمع المحلي وقال إنه بعد مضي فترة على إنشاء هذه الجامعة قامت بإجراء دراسة حول إسهامات الجامعة في تنمية المجتمع المحلي وحدّدت سبعة محاور لهذه الدراسة هي: إسهامات الجامعة في التنمية الاجتماعية المحلية والتنمية الاقتصادية والثقافة والصحية وتوظيف القوى العاملة المحلية والمعوقات التي قد تواجه الجامعة وتحول دون إسهامها في تنمية المجتمع، واقتراح الحلول التي ترفع من مستوى إسهام الجامعة في هذا المجال. وتركزت ورقة د. الحازمي على إسهام الجامعة في التنمية الاقتصادية المحلية من خلال التعرف على البعد المباشر لإسهامات الجامعة من خلال مخصصاتها الحالية وزيادة القوى العاملة وتزويد السوق بالكفاءات العلمية، أما البعد غير المباشر فيتمثل في تأثير الجامعة على الواقع الاقتصادي لمنطقة جازان من خلال ما يشهده المجتمع من تغير وتطور نوعي في مؤسساته المختلفة مثل المراكز التجارية والإسكان والنقل وغيرها، واختتم حديثة بذكر نتائج تحليل الدراسة وأشار إلى أنها دلّت على أن جامعة جازان قد أسهمت في التنمية الاقتصادية من خلال ارتفاع الطلب على السكن والتوسع في المخططات العمرانية وفي تزويد سوق العمل بالخريجين وفي زيادة الحركة الشرائية والأنشطة المصرفية، كما أن الجامعة ساهمت في زيادة الإنفاق ورفع المستوى المعيشي. يذكر أن الجمعية الجغرافية السعودية قامت بتكريم معالي مدراء الجامعات وتكريم الداعمين لهذه الفعاليات وكذلك تكريم عدد من الباحثين فبدأت بتكريم اللواء مهندس دكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الحديثي مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الحربية، والشيخ داود بن محمد آل داود، والأستاذ محمد بن سيف السبيعي رئيس مجلس إدارة شركة شمسة، والدكتور صالح بن عبدالمحسن الشمري مدير عام شركة الإدريسي التعليمية، وتكريم مؤسسة صالح بن حمود الجعيدي للتجارة المقاولات، وتكريم الشيخ سعد بن عبدالرحمن الدريهم، وأ.د ليلى بنت صالح زعزوع لحصولها على جائز الإدريسي للتميز الجغرافي للعام 1433ه، في ثنايا الحفل دشن معالي مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي موقع الإلكتروني للجمعية الجغرافية السعودية.