حذر إخصائي نفسي من خطر تأثر الأطفال بمن أطلقوا على أنفسهم مسمى ''الدرباوية'' مما يوقعهم ضحايا للتحرشات الجنسية أو تورطهم في المخدرات والسرقات إثر إغرائهم ممن اتخذوا منهم قدوة لممارسة الهواية مستقبلاً، وخاصة أن الدرباويين – حسب قوله - لا يمارسون هواياتهم تلك إلا جماعات. الطفل مشاري (ثمانية أعوام) أحد أولئك الأطفال الذين أتقنوا تقليد المظهر الخارجي للدرباويين وباتت الحمضيات غير المُبردة هي المشروب المفضل له، قال إنه تعلّم ذلك من خلال مقاطع الفيديو الموجودة على اليوتيوب، مشيرا إلى أن الإنترنت متوفر لديه ويشاهد المقاطع عبر جهازه ''بلاك بيري''. فيما أشار إبراهيم عوض (13 عاماً) أن ظاهرة ''الدرباوية'' لم تستهوِه في بدايتها، ولكن بسبب الحديث المتواصل من قبل أقرانه في المدرسة عنهم دفعه للدخول لمواقع الإنترنت ومتابعة منتديات وأخبار ومستجدات خاصة عن ممارسة تلك الهواية، مشيراً إلى أنه لا يمارس الهواية كونه بالأساس لا يمتلك مركبة ولكنه متابع جيد لها ولما يدور من أحاديث حولها. وألقت أمل الجهني الاختصاصية الاجتماعية في كلية علوم الأسرة في جامعة طيبة، اللومَ على الأسر للسماح لأطفالهم وأبنائهم المراهقين بمشاهدة وممارسة الظواهر التي تشكل خطراً على الفرد والمجتمع، مشيرة إلى أن ظاهرة ''الدرباوية'' التي بدأت بالانتشار أخيرا هي مجرد صيحة – حسب وصفها – تستهوي المراهقين والأطفال لسن معينة، من ثم قد يبتعد عنها، مطالبة الأهل بأداء دورهم التوجيهي والتربوي والرقابي تجاه أبنائهم قبل أن يمتد خطر اهتمامهم وممارستهم لمثل تلك الهوايات إلى حياتهم وحياة الآخرين. وقال ناصر عطية الله الذبياني الاختصاصي النفسي في مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة، إن الطفل أكثر ما يستهويه ويشد انتباهه منذ طفولته هو اللعب بالسيارات سواء عن طريق البلايستيشن أو المشاهدة عبر التلفاز أو اللعب بسيارة والده، حيث يبدأ اهتمامه منذ ملاحظته لوالده أو أحد إخوانه كيف يقود السيارة، مشيراً إلى أن بعض الآباء يضع طفله في حضنه أثناء قيادة السيارة فيشعر طفله بأنه هو الذي يقود السيارة ما يمنح الطفل شعور الإنجاز والرجولة و يزيد من تعلقه بالمركبات. وأضاف الذبياني، هناك سن لا يسمح بقيادة السيارة للشاب دونها حسب أنظمة الدولة، وهو من باب الحماية له، فيبدأ الطفل يتعلق بمن هم أكبر منه سنا ويمتلكون سيارات، وبالتالي يبدأون بإغراء الطفل عن طريق ممارسة هواياتهم كالتفحيط والتفجير، فيقعون ضحية للتحرشات الجنسية أو دخولهم لعالم المخدرات، فنجدهم من الناحية النفسية يكتسبون منهم التعصب للقبيلة، مشيراً إلى أن الدرباويين لا يمارسون هواياتهم هذه إلا جماعات، ويكتسبون من البعض منهم تعلم السرقات، وخاصة سرقة السيارات، وبالتالي تتولد عندهم بعض المشكلات النفسية، كالحقد على المجتمع وحب الانتقام والعدوانية وعدم الإحساس بالأمان النفسي، وقد يتعرضون للحوادث سواء عند تجمهرهم في أثناء ممارسة هوايتهم أو بمرافقة الدرباوي بالمركبة، كما أنهم يتعلمون حمل الأسلحة البيضاء التي قد تكون سببا في ارتكاب جريمة في أثناء مضاربة بسيطة فيستخدم الطفل فيها السلاح الأبيض، إضافة إلى عدم احترام قوانين البلد واحترام الشعب مما يسهل له في المستقبل ارتكاب أي جريمة لعدم إحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه. وقال الاختصاصي النفسي ناصر الذبياني، إن علاج هذه الظاهرة التي بدأت بالانتشار بالمجتمعات يكمن في تقوية الوازع الديني عند هذه الفئة، كما يجب على الآباء الحرص على مراقبة أولادهم ومعرفة الأصحاب الذين يختارهم الابن، إضافة إلى تنظيم محاضرات وندوات عن خطورة هذه الظاهرة للأسر وتثقيف الطلاب في المدارس، وخاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة لأنهم أكثر عرضة للوقوع بهم، والحوار المباشر مع الدرباوي لمعرفة الكثير والكثير عن هذه الظاهرة وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديه كالتعصب للقبيلة.