لم تعد مقولة الطنطاوي هذه أمنية في ظل وسائل إعلامنا الآن , فمُلك الشاشة الإعلامية لم يعد ملك لجهة معينة أو شخص معين , ومقولته - رحمه الله- إيمانا منه بقدرة الإعلام على التغيير الكبير في العالم .. ماذا لو أردنا أن نتحرك في ظل مقولة الشيخ, لكن من ناحية شبكة الانترنت , ومن ناحية المحتوى!!؟ فبإمكان الأفراد أن يملكوا (جهاز حاسب أو هاتف , اتصال , تطبيقات وبرامج , محتوى ) ويغيّروا بها وجه العالم ; وهذه أدوات ( الإعلام الجديد ) ببساطة شديدة , فالإعلام الجديد شاشة متاح للجميع أن يبثوا فيها أفكارهم وآرائهم وموضوعاتهم و تحديثاتهم وصورهم ..الخ, وكل فرد له هدفه الشخصي من طرحه . كان يملك الطنطاوي رحمه الله المحتوى والعلم ويفتقد للتقنية بوجهها الآني , لكن تعدّى علمه ومحتواه ليصل للأغلب وهذا يعني أن المحتوى أقوى من التقنية من ناحية التغيير الجذري والحقيقي في الأفراد ولا يعني استغناؤه عنها , والآن البعض يملك أدوات الإعلام بأشكالها التقنية المختلفة ويفتقر للمحتوى المؤثر الجيّد الذي يصبه فيها . "أعطوني شاشة أغيّر بها وجه العالم" لا أجد من يرددها على أذني أو يتمناها حاليا لكثرتها وتعدد أشكالها ما بين صغير وكبير وعامة وخاصة , بل يتردد على سمعي كثيرا " هذا الجهاز يطفش وش أكتب فيه!!؟" فكأنه ينادي ب " أعطوني محتوى " وليته يقولها بهدف "أعطوني محتوى أغيّر به وجه العالم". الإعلام الجديد , الإعلام البديل , الإعلام الالكتروني , إعلام ال"نحن" ,الإعلام الرقمي تسميات مختلفة وبأدوات متشابهة نوعا معا لمكان افتراضي ننشر ونبث فيه أخبارنا الشخصية والأسرية والمجتمعية والعالمية الواقعية منها أو الخيالية ,إعلامنا الآني يحتاج منّا لمحتوى عربي وثري وغنيّ بالعلم والمعرفة لأن جلّ ما نقرأه ونشاهده ما بين آراء وأفكار , وحقيقة الأمر أننا نحتاج لثقافة أيّا كان مجالها (كإنشاء مقالات علمية أو إنشاء مدونات تترجم فيها المقالات الأجنبية أو تغريدات يكون فيها تدفق للمعلومات بشكل سلس ومترابط أو مقاطع فيديو لها وزنها المعرفي...الخ). نحتاج لمحتوى عربي قويّ لا يعتمد على النسخ من مكان واللصق في مكان آخر , نحتاج لإثراء معرفي لشبكة الانترنت لأنه القوّة التي تتحرك بها الشعوب الآن بعد انتقالهم لعصر المعلومات لِ (نغيّر به وجه العالم), نحاول بذلك سد الفجوة المعرفية التي أصبحنا نشكو منها بدل المشاركة في الثورة المعرفية ومواكبة لتقنيات دخلت دون استئذان لأماكننا الخاصة , ولن ينال ذلك إلا بالعلم , " فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم , ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم, ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم".ٍ ذا صلة بالموضوع : مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي http://www.econtent.org.sa فيديو1 http://www.youtube.com/watch?v=wotGJpdEt1g فيديو2 http://www.youtube.com/watch?v=_U8eFmogIRE&feature=related صيته بنت ذيب القحطاني ماجستير إعلام رقمي- جامعة الملك سعود