الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..أما بعد .. ( دقت ساعة العمل قالها المعتوه يريد الإفساد ، ورد مطالب العباد ) . ونقول دقت ساعة العمل ، وحان وقت الجهاد ، ورد الباطل والفساد . فيا خيل الله أركبي ، ويا جند الله ارفعوا الرايات . فالفرصة سانحة ، والملك لكم معين ومؤيد ، وماخطابه الأخير- وفقه الله -إلأ أكبر الدليل . ومن لا يستغل هذا الوقت في إعلاء كلمة الله فقد فوت على نفسه فرصة عظيمة ، وجوهرة ثمينة ، كيف لا وهو الفناء في سبيل الله . عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من نفاق. رواه مسلم قد يستغرب البعض هذا الحديث عن الجهاد في زمن أصبح فيه الجهاد إرهاباً ، والكلام عنه جريمة ومُعاباً. ، ولكنني أقول : من أنكر فرض الجهاد فقد كفر بالإجماع ، وأقل أحوال فرضيته أنه فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين . أعلم وفقك الله : أن الجهاد أنواع : فأما الجهاد بالنفس ( جهاد الطلب ) فالواقع والمصلحة تحتم أن الوقت لم يحن بعد ، حتى تقوى الأمة وتعد إعدادا معنويا ( إيمانيا ) وماديا ( بالسلاح ) وتجاهد نفسها بإصلاح حالها ، وترتيب صفوفها ، وتوحيد كلمتها ، قبل أن تجاهد غيرها . وثانيها : الجهاد بالمال ، فمازلنا نسمع من حين إلي آخر بتنظيم حملات التبرعات الرسمية من قادتنا - وفقهم الله -عند الحاجة إلي ذلك لدعم إخواننا المنكبين ولا حاجة لذكر الشواهد فهي معلومة للجميع . وثالثها : جهاد اللسان ، وجهاد الكلمة والبيان ، ومقارعة الباطل بالحق ({بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } وهو ما أعنيه في مقالي هذا لأننا في زمن ابتلينا ببعض الكتاب – هداهم الله - الذين جنحوا عن جادة الصواب ، ونازعوا في الكلمة والبيان ، فضلوا وأضلوا ، ففاحت رائحة عفن أفكارهم ، وأزعجنا صوت صرير أقلامهم ، فلا حياء يردعهم ، ولا دين يصدهم ، فكان لازماً على كل من أوتي قلماً سيلاً ، وكلمة صادقة ، وفكراً نيراً ، ومنهجا سليما ً ، أن يسل قلمه ليكتب ، في الدفاع عن الدين ومسلماته ، ولا تحقرن من المعروف شيئا ، فالروائي في روايته ، والقاص في قصته ، والمؤلف في كتابه ، والشاعر في ديوانه ، والكاتب في مقالاته ، مع الحرص على الإخلاص والتجرد عن الأهواء ، وتلمس الأسلوب الأمثل والحكمة والموعظة الحسنة ، فالأرواح جنود مجندة ، وقد قال تعالى {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته تبع له بقوله : *(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التحريم : 9 ) قال السعدي رحمه الله : يأمر الله تعالى نبيه بجهاد الكفار والمنافقين ، والإغلاظ عليهم في ذلك ، وهذا شامل لجهادهم بإقامة الحجة عليهم ، ودعوتهم بالموعظة الحسنة ، وإبطال ما هم عليه من أنواع الضلال ، وجهادهم بالسلاح والقتال ، لمن أبى أن يجيب دعوة الله ، وينقاد لحكمه ، فإن هذا ، يُجاهَد ويُغلَظ عليه .ا. ه . ومازال علماء الأمة يكتبون ويردون على أهل الأهواء والبدع قديما وحديثا ، فدونك المكتبات ودور النشر مليئة بجهاد الكلمة . وليتذكر كل كاتب قول الشاعر : وما من كاتب إلا سيفنى .... ويَبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء .... يسرك في القيامة أن تراه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته