قالت إدارة الطيران المدني بالصين إن عمال الطوارئ عثروا اليوم الأربعاء على أحد الصندوقين الأسودين لطائرة شركة تشاينا إيسترن التي تحطمت هذا الأسبوع في منطقة جبلية تكسوها الغابات وعلى متنها 132 راكبا. وقال مسؤول في الإدارة في إفادة للصحفيين إن الصندوق الذي عُثر عليه خاص بالتسجيلات الصوتية لقمرة القيادة، وذلك حسب التقييم الأولي. كانت الرحلة إم.يو 5735 متجهة من مدينة كونمينغ عاصمة إقليم يونان بجنوب غرب الصين إلى قوانغشي عاصمة إقليم قوانغدونغ يوم الاثنين عندما هوت الطائرة طراز بوينج 737-800 فجأة من ارتفاع التحليق وتحطمت في جبال قوانغشي. ولم يُعرف بعد سبب الحادث. ويبدو أن حطام الطائرة تناثر بسبب الاصطدام رغم العثور على بعض الحطام والأشلاء البشرية. وقال تشو تاو، مسؤول إدارة الطيران المدني، إن "الفحص الأولي أظهر أن الجزء الخارجي للمسجل تعرض لأضرار بالغة، لكن وحدات التخزين مكتملة نسبيا، رغم تضررها أيضا إلى حد ما". وأضاف أنه تم إرسال الصندوق الأسود إلى معهد في بكين لفك شفرته وأن المدة التي سيستغرقها ذلك ستعتمد على مدى الضرر. وأوضح ماو يان فنغ، رئيس تحقيقات الطائرات في إدارة الطيران المدني، إن الطقس على طول مسار الرحلة يوم الاثنين لم يشكل أي خطر على الطائرة وإن المراقبين الجويين كانوا على اتصال بها بعد الإقلاع وقبل السقوط السريع. وقالت السلطات إن الطائرة، التي لم ترد على الاتصالات المتكررة أثناء سقوطها، كانت تتوفر فيها معايير الصلاحية والسلامة قبل الإقلاع وأن الطيارين الثلاثة كانوا بصحة جيدة. وقال مسؤول في شركة تشاينا إيسترن إن قائد الطائرة المنكوبة، الذي كان يعمل بالشركة منذ يناير كانون الثاني 2018، له خبرة تبلغ 6709 ساعات طيران بينما لدى مساعديه الأول والثاني 31769 ساعة و556 ساعة على الترتيب. وأضاف المسؤول "حسب علمنا كان أداء الطيارين الثلاثة جيدا كما كانت حياتهم العائلية منسجمة نسبيا". إجراءات احترازية إضافية ذكرت صحيفة ذا بيبر، المدعومة من الدولة، أن شركة تشاينا إيسترن شددت الإجراءات الاحترازية بعد تحطم الطائرة، الأمر الذي تطلب وجود قائدي طائرة كبيرين ومساعد طيار كبير في طاقم من ثلاثة أفراد على بعض أنواع الطائرات. وعرقلت الأمطار الغزيرة التي هطلت على جنوبالصين اليوم الأربعاء عمليات البحث عن الضحايا والصندوقين الأسودين وسط توقعات بطقس متقلب حتى نهاية الأسبوع. وزار أقارب مكلومون الموقع، بينهم متقاعد يدعى تشانغ، من مدينة شنتشن، اغرورقت عيناه بالدموع حين قال لرويترز إن ابن أخيه كان على متن الطائرة المنكوبة. وأضاف "آمل أن تتمكن الدولة من إجراء تحقيق شامل في هذه المسألة ومعرفة ما إذا كان خطأ الشركة المصنعة أم أنها مشكلة تتعلق بالصيانة". وبدأت إدارة الطيران المدني عملية فحص لقطاع الطيران تستمر أسبوعين، بما في ذلك عمليات تفتيش على جميع مراكز مراقبة الحركة الجوية الإقليمية وشركات الطيران ومعاهد التدريب على الطيران لضمان السلامة "التامة". وأفاد موقع فلاي تريدر 24 المتخصص بالملاحة الجوية أن الطائرة هوت لأسفل بسرعة بلغ معدلها 31 ألف قدم في الدقيقة. وحسنت الصين السلامة الجوية على مدى العقدين الماضيين، وكارثة يوم الاثنين هي أول حادث كبير منذ نحو 12 عاما. وأوقفت شركة تشاينا إيسترن وشركتان تابعتان أسطولهم المكون من أكثر من 200 طائرة طراز بوينج بي.إيه.إن 737-800. وقال مسؤول بالشركة إن الخطوة رد فعل طارئ على حادث التحطم أكثر من كونها رد فعل على أي مشكلة تتعلق بالسلامة. تأتي هذه الكارثة في وقت تعمل فيه شركة بوينج على التعافي من أزمات عديدة لا سيما مخاوف السلامة بخصوص الطائرة 737 ماكس بعد حادثين مميتين وتأثير جائحة كوفيد-19 على السفر.