شهدت مدينة الإسكندرية شمال مصر مناوشات عقب صلاة الجمعة بين أنصار القوى الإسلامية ومعارضين لهم في محيط مسجد القائد إبراهيم، بينما ضربت قوات الأمن طوقا للفصل بين الطرفين وأطلقت الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين. وقال مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية اللواء ناصر العبد في اتصال هاتفي مع الجزيرة إنه تمت السيطرة على الموقف، مشيرا إلى وقوع عدد من الإصابات السطحية بين المتظاهرين وأفراد الشرطة نتيجة تراشق طرفي التظاهر بالحجارة فيما بينهم. وكانت الشرطة قد استدعت مزيدا من قوات الأمن المركزي لتتمكن من السيطرة على الموقف، كما لجأت إلى إغلاق شوارع رئيسية في محيط المسجد. واندلعت أحداث الإسكندرية اليوم وفقا ل "جزيرة نت "بعد تجمع بضعة آلاف من الإسلاميين في "مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد" بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات مؤيدة للشريعة الإسلامية، مقابل تجمع المئات من المعارضين على بعد 50 مترا من الكورنيش يهتفون ضد الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء. وجاء ذلك احتجاجا على الأحداث التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي، والتي انتهت بحصار معارضي الدستور لإمام مسجد القائد إبراهيم الشيخ أحمد المحلاوي داخل المسجد لمدة 14 ساعة. وكان الجانبان يحملون سيوفا ومدى وهراوات. وبدوره قال الشيخ المحلاوي في خطبة الجمعة اليوم إن من حاصروه يوم الجمعة الماضي "مسلمون موجهون وبينهم مستأجرون". واتهم معارضو الدستور الشيخ المحلاوي بأنه وجه المصلين إلى التصويت بنعم على مشروع الدستور. وقد أظهرت النتائج غير الرسمية للاستفتاء على الدستور أن الأغلبية بالإسكندرية أيدت مشروع الدستور. وصوت نحو 57% لصالح مشروع الدستور في المرحلة الأولى التي أجريت يوم السبت الماضي في عشر محافظات، ومن المتوقع أن تعضد المرحلة الثانية من التصويت غدا السبت -وتشمل 17 محافظة- هذه النتيجة، حيث إنها تغطي أجزاء بمصر أغلبها مناطق ريفية محافظة ستدعم على الأرجح سعي الرئيس مرسي لإقرار الدستور تمهيدا لإجراء الانتخابات في مجلسي الشعب والشورى. ويقول مرسي ومؤيدوه إن الدستور لازم لتعزيز التحول من الحكم الاستبدادي الذي استمر عقودا بدعم من الجيش. واضطرت السلطات لإجراء الاستفتاء على مرحلتين لأن كثيرا من القضاة الذين يلزم إشرافهم على التصويت رفضوا المشاركة احتجاجا. ومن أجل إقرار الدستور يتعين موافقة أكثر من 50% ممن شاركوا في الاستفتاء. 1