يتوجه نحو 26 مليون ناخب مصري إلى مراكز الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد داخل البلاد اليوم للمشاركة في مرحلته الأولى التي ستنظم في عشر محافظات وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم نشر نحو 130 ألف شرطي و120 ألف جندي من الجيش وستة آلاف دبابة وعربة مصفحة لحماية مراكز الاقتراع ومنشآت حكومية أثناء الاستفتاء الذي تحول إلى نوع من تصويت ثقة في الرئيس مرسي الذي انتخب في يونيو «حزيران» الماضي بنسبة 51.7 بالمئة. وتوالت المفاجآت، حيث أعلن حزب مصر الذي يرأسه الداعية الإسلامي عمرو خالد أن عضويته ستصوت ب «لا»، ليصبح بذلك ثاني حزب إسلامي بعد حزب مصر القوية الذي يرأسه عبدالمنعم أبو الفتوح ينضم للمصوتين ضد الدستور المثير للجدل. ووجه محمد البرادعي رئيس حزب الدستور ومنسق جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة نداء للرئيس مرسي لإلغاء الاستفتاء وتفعيل الدستور السابق إلى حين وضع دستور توافقي. لكن عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة قال ل «عكاظ» إنهم واثقون في أن الغالبية سيصوتون ب «نعم». واستغرب موقف الرافضين للدستور قائلا إن الرئيس مرسي دعاهم لكي يقدموا ما لديهم من ملاحظات، وتعهد بالأخذ بوجهة نظرهم والالتزام بإجراء تعديلات من جانب مجلس الشعب الجديد. وتتباين توقعات المحللين السياسين للنتائج في ظل تزايد أعداد الذين يقولون «لا» لمشروع الدستور الجديد. من جهته، طالب الدكتور أحمد كامل المتحدث باسم رئيس حزب المؤتمر الذي يرأسه عمرو موسى الشعب المصري بالمشاركة في الاستفتاء الشعبي والتصويت ب«لا»، قائلا في تصريح ل «عكاظ» إنه يجب على المصريين أن يعبروا عن موقفهم الرافض للمشروع «الإخواني» للدستور، وألا يقاطعوا الاستفتاء. وعشية الاستفتاء، نظم معارضو ومؤيدو مشروع الدستور المصري الجديد أمس تظاهرتين «مليونيتين» في القاهرة، ما أدى إلى توتر الوضع. إذ نظمت قوى المعارضة تظاهرات في ميدان التحرير وأمام القصر الرئاسي بضاحية مصر الجديدة تحت شعار «لا للدستور». وفي المقابل، نظم مؤيدو الرئيس محمد مرسي تظاهرات تحت شعار «نعم» في مدينة نصر شرق القاهرة. في هذه الأثناء استخدم الأمن المصري، مساء أمس الغاز المسيل للدموع بكثافة لوقف الاشتباكات المتواصلة بين مؤيدين لمشروع الدستور المصري الجديد ومعارضين له بمحافظة الإسكندرية الساحلية. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية «أن عدداً من المؤيدين والمعارضين تجمعوا أمام مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة وتبادلوا الهتافات، ثم تطور الموقف إلى تبادل لإلقاء الحجارة تدخلت على أثره قوات الأمن للفصل بينهم». وفي غضون ذلك أصيب عشرات المصريين بجروح امس خلال اشتباكات محدودة في عدد من المحافظات المصرية بين مؤيدين للدستور الجديد ومعارضين له جراء تراشق متبادل بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما وقعت ملاسنات بين عشرات من المعارضين للاستفتاء.