أكدت نازحة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، الأربعاء، لقناة "العربية"، لدى وصولها الحدود اللبنانبة، أن جيش النظام السوري طلب بمكبرات الصوت من المدنيين مغادرة المخيم الليلة وأمهلهم حتى الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي للتنفيذ. وقال محللون إن جيش النظام يحشد قواته حول مخيم اليرموك، تحسباً لهجوم أو محاولة اقتحام بعد أن سيطر الجيش الحر على أجزاء وساعة منه. وبحسب تسريبات من الخارجية الروسية لقناة "العربية"، فقد وجّهت موسكو إلى حكومة دمشق رسالة طالبت فيها بإيقاف قصف المخيمات، وذلك عقب اتصالات روسية - فلسطينية، وحمّلت نظام الأسد مسؤولية الدماء الفلسطينية التي تراق، واعتبرت أن صبرا وشاتيلا جديدة بأيدٍ سورية ستكون عواقبها وخيمة. وأكد نازحون من المخيم إلى لبنان عبر الحدود أن اليرموك أصبح شبه خالٍ من السكان، وأن مَنْ يستطيع الخروج غادر، ولم يتبق إلا مَنْ أعيته السبل، ولم يستطع المغادرة. وقالوا إن النظام قصف مستشفى داخل مخيم اليرموك، وإن الخدمات الطبية أصبحت منعدمة، وأضافوا أن بعض المدارس تعرضت أيضاً للقصف. وقد توجّه معظم الفارين من المخيم إلى لبنان، وذهبت قلة إلى الأردن، فيما فضّل البعض البقاء في سوريا، والانتقال إلى بعض المناطق الآمنة نسبياً في دمشق. وكانت القيادة الفلسطينية قد تقدمت بطلب للأمم المتحدة للسماح بوصول لاجئي مخيم اليرموك إلى الأراضي الفلسطينية. وفرّ نحو 100 ألف فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق إثر المواجهات الأخيرة بين أنصار النظام والمعارضين المسلحين، بحسب ما أعلنت مسؤولة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، ليسا جيليان، في جنيف. كما أوضحت جيليان أن مخيم اليرموك يأوي 150 ألف فلسطيني، لكن مع "الأحداث" فإن "ثلثي اللاجئين فرّوا"، وأشارت أيضاً إلى أن رقم 100 ألف مجرد تقدير. يُذكر أن نحو ثلاثة آلاف شخص، عبروا أو هم بصدد عبور، الحدود اللبنانية وقد ينضم إليهم قرابة ألفي شخص إضافي، بحسب ما ذكرت المسؤولة. الطيراوي يتهم النظام السوري ومن جهة أخرى، طالب اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني بمحاسبة مرتكبي مجزرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسوريا، الأمر الذي تسبب بتشريد أهله وساكنيه في عراء البرد الشديد، والذين أصبحوا بين السماء والطارق دون مأوى ولا غذاء أو دواء. وشدد على ضرورة تحمّل النظام السوري مسؤولياتها تجاه هؤلاء اللاجئين الذين يعانون أصلاً ويلات التشرد واللجوء ويعيشون ظروفاً صعبة للغاية. وأكد قرارات القيادة الفلسطينية الواضحة منذ بداية الأزمة السورية والتي شددت على عدم زجّ الشعب الفلسطيني في هذه الأزمة كونها شأناً سورياً داخلياً، وهو ما التزم به أبناء شعبنا في كل مخيمات اللاجئين في سوريا. واعتبر الطيراوي ما قام به أحمد جبريل، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وبعض عناصره عملاً مشبوهاً ومداناً شكّل استباحة للمخيم ولاجئيه وساكنيه. 1