نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر امس، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوبدمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان "نفذت القوات النظامية عدة غارات جوية على مخيم اليرموك بمدينة دمشق رافقه تصاعد لسحب الدخان من المنطقة". وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية أن قصفاً مدفعياً وبالهاون يستهدف أيضاً المخيم الذي شهد خلال الايام الماضية موجات نزوح كثيفة في اتجاه احياء اخرى من دمشق والى خارج سوريا. وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري احرزوا في وقت سابق تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك، بحسب ما ذكر المرصد وسكان من المخيم. وقال احد السكان ان "مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون" داخل المخيم. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في بيان ان السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيم اليرموك "عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة كثيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات. وتفيد التقارير الموثوقة الى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين اضافة الى تدمير ممتلكاتهم في اليرموك". واشار البيان الى "موجات كبيرة من النزوح في الوقت الذي يقوم فيه سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الامان في الوقت الذي يستمر فيه النزاع المسلح". وذكرت الأونروا انها تقوم "حاليا بايواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذا في الازدياد بتسارع". واضافت ان لاجئين فلسطينيين آخرين "يفرون بعيدا خارج دمشق"، وان "بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من الفين". وعبرت الأونروا عن "القلق البالغ حيال سلامة لاجئي فلسطين في سوريا"، مناشدة "كافة الاطراف بعدم اللجوء الى الاجراءات التي تهدد أرواح المدنيين وممتلكاتهم". وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد منه. في هذا الوقت انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي امس، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان بعد الظهر "انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة". وفي وقت لاحق، اشار الى سيطرة مسلحي المعارضة "على حاجز سوق الهال في بلدة كفرزيتا" في المنطقة نفسها. وافاد المرصد عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل ان تنسحب منه القوات النظامية، و"قتل واسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة الى الاستيلاء على آليات عسكرية". واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقاتلين من مجموعات عدة "بدأوا هجوما واسعا على معظم الحواجز في ريف حماة" اعتبارا من الاحد. كما اعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا للجيش السوري الحر العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين الاحد "بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها من عصابات الاسد وشبيحته". وفي ريف دمشق استمرت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمجوعات المعارضة ينطلقون منه في هجماتهم في اتجاه دمشق. كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران. وقتل 23 شخصا في ريف دمشق هم 12 مدنيا و11 مقاتلا معارضا، ولم يعرف حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية. في شأن متصل نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بحري قوله امس إن روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا. وقال المصدر إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق الاثنين في أوضح علامة على أن روسيا تقوم باستعدادات مؤكدة لإجلاء محتمل لرعاياها. وقالت انترفاكس إن السفن في طريقها للبحر المتوسط وقد تبقى هناك لفترة غير محددة. وأضافت الوكالة عن المصدر قوله "إنها (السفن) تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس.. جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية." ونشرت انترفاكس تقريرها بعد أيام من تأكيد وزارة الخارجية الروسية نبأ خطف مواطنين روسيين يعملان في سوريا إلى جانب إيطالي. وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قال الأسبوع الماضي إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد قد ينتصرون في الحرب الأهلية في سوريا وإن روسيا تبحث استعدادات لإجلاء محتمل لرعاياها.