احتشد مناهضو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في شارع الستين بصنعاء وساحات مدن أخرى في تظاهرات اليوم الجمعة، التي أطلقوا عليها جمعة "السلمية خيارنا". وأكد الشباب المحتجون على المضي في برنامج التصعيد الثوري السلمي، منددين بأعمال العنف والقتل والقصف التي طالت أحياء سكنية ومدنيين عزل في عدد من المدن اليمنية. ووجه خطيب جمعة شارع الستين الشيخ علي شرف الدين انتقادات شديدة للسياسة الأمريكية تجاه اليمن، خاصة خلال مرحلة الثورة التي قامت ضد نظام الرئيس صالح، واصفاً تلك السياسة بالتآمرية على سيادة اليمن وشعبه، ومشيراً إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تلعب دوراً كبيراً في فرض سياسة التسلط على اليمنيين. وأضاف أن "التدخلات الأمريكية لا تنظر إلى الشعوب العربية إلا بعين واحدة ووفقاً لمصالحها الذاتية، لا على أساس مصالح تلك الشعوب التي تنشد الحرية والعدالة والمساواة"، على حد قوله. ودعا الخطيب الفئة الصامتة من اليمنيين إلى اللحاق بركب الثورة، قائلاً: "من لم يمش في ركاب الثورة والحق والصرخة تجاه الظالمين، سوف يدفع أكثر، لأنه سيسير إلى الباطل وفي سبيل الباطل". مظاهرات مؤيدةفي المقابل، خرج أنصار الحزب الحاكم في تظاهرات حاشدة في ميدان السبعين بصنعاء وساحات مدن أخرى في جمعة "اليمن أمانة في أعناق الجميع". ودعا خطيب جمعة ميدان السبعين الشيخ محمود البركاني, الجميع إلى الجلوس على طاولة الحوار والتنازل من أجل يمن متماسك موحد، والأخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان، وعدم السماح بالزج بهم في الصراعات والاقتتال، حفاظاً على أرواحهم والعودة للحوار، كونه المخرج الوحيد للأزمة في اليمن. وجدد أنصار الحزب الحاكم دعوتهم للشباب اليمني إلى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب وحدة وأمن واستقرار الوطن وحمايته من كل المؤامرات الساعية إلى تدنيس تربته الطاهرة, "والوقوف في وجه عناصر الفتنة والخونة الذين يسعون في الأرض فساداً ويسعون إلى إحراق كل جميل في وطننا، وإلى جر أبناء اليمن الواحد إلى الاقتتال والانقسام، والزج بالوطن في أتون الفوضى والتخريب"، على حد بيان صادر عن الحزب الحاكم. إلى ذلك دعا حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن, الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي، إلى ممارسة المزيد من الضغوط على قيادات أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض من أجل الجلوس على مائدة الحوار، تمهيداً للتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في نفس الوقت. وقال رئيس الدائرة السياسية في الحزب الحاكم عبدالله غانم، إن ا"لأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد لا يمكن حلها سوى بوسيلة واحدة، هي الحل السياسي القائم على المبادرة الخليجية، وعلى ما أشار إليه قرار مجلس الأمن. وأنه بغيرها لا يمكن إخراج الوطن مما هو عليه اليوم، ولن يؤدي أي حل غير ذلك سوى إلى الخراب والدمار". وأكد رئيس الدائرة السياسية للحزب الحاكم في تصريحات صحفية أن أحزاب اللقاء المشترك تسعى إلى تفجير الموقف عسكرياً بصورة أكبر مما هي عليه الحال الآن، بدليل مواقفها السلبية الراهنة تجاه كل ما يؤدي إلى حلول سلمية للأزمة وتمترسها خلف أعمالها التصعيدية التي لن يجني الوطن منها سوى الخراب والدمار. ونوه غانم إلى أن هناك "مساعٍ حثيثة يبذلها الرئيس علي عبدالله صالح في إطار إنجاز الآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية تصب في الأول والأخير بمصلحة الشعب، وكذلك في مجرى التنفيذ العملي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، وصولاً إلى إخراج البلاد من أزمتها السياسية الراهنة بصورة مرضية للجميع، وبما يحول دون انزلاق البلاد إلى آتون حرب أهلية". 3