كشفت دراسة حديثة أجرتها اختصاصية علاج إدمان شملت 540 فرداً من المرضى المراجعين من مختلف مناطق المملكة لمستشفى الأمل بالرياض أن هناك علاقة وطيدة بين الإدمان والتسرب من المدارس . وأكدت الدراسة أن نسبة تسرب طلاب المرحلة المتوسطة بلغت 36% من عينة الدراسة وكانت تلك المرحلة بداية مرحلة التعاطي في العينة في حين بلغت نسبة ترك الدراسة في المرحلة الثانوية 24% . وقالت اختصاصية علاج الإدمان بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة سبيكة الوهيب ل" الوطن" إن دراستها التي أجرتها على 540 شخصاً كشفت أن الكثير من المتعاطين الذين تركوا المدرسة في المرحلة المتوسطة كانوا يهربون من المدرسة أثناء فترة الدوام لكي يجتمعوا ببعض ويتعاطوا المواد المخدرة بمختلف أنواعها. وأكدت أن الغالبية العظمى من أفراد العينة لم يسبق لهم الرسوب في المرحلة الابتدائية. وقالت اختصاصية علاج الإدمان إن ذلك يوضح أن الضعف الدراسي لطلاب المرحلة المتوسطة الذين لم يسبق لهم الرسوب في المرحلة الابتدائية يمكن أن يعتبر مؤشراً لإدمان الطالب . وأشارت سبيكة الوهيب إلى أنه لو كانت قنوات الاتصال بين المدرسة وأولياء الأمور قوية لأمكن اكتشاف الإدمان في مراحله المبكرة مما يسهل علاجه. وأكدت الوهيب على الدور الكبير الذي تلعبه المدرسة في حياة المراهق نظراً لكونه يمضي فيها ساعات طويلة من يومه ولكون زملائه فيها هم من يشجعونه على تعاطي المواد المخدرة في الوقت الذي يستطيع المدرس أو المرشد الطلابي ملاحظة السلوكيات الإدمانية على الطلاب والتي لا تستطيع الأسرة ملاحظتها خصوصاً أن شريحة كبيرة من الأسر - بحسب قولها - لا تراقب أبناءها لجهلها بأعراض الإدمان. وقالت الوهيب إنه بالرغم من أن عبء تدريس طلاب قد يصل عددهم إلى 35 طالباً أمراً ليس بالسهل إلاّ أن معلم المرحلة المتوسطة يستطيع أن يكتشف أن الطالب يتعاطى حينما يلاحظ عليه كثرة الغياب وتدهور تحصيله الدراسي وخصوصاً عندما يكون الطالب لم يسبق له الرسوب , وكذلك من خلال الشغب والعدوانية تجاه الطلاب الآخرين والمشاكل الصحية والنحافة وعدم الاهتمام بالمظهر وتهتك الأسنان وتكسرها . وطالبت الوهيب بتكثيف أعداد المرشدين الطلابيين في المدارس حيث أن وجود مرشد طلابي واحد في مدرسة يربو عدد طلابها عن المئات لا يمكنه من متابعة الطلاب الذين يشتهرون بالعنف أو ملاحظة الذين يتكرر هروبهم من المدرسة. كما طالبت أيضاً بتطبيق نظام الفحص العشوائي لطلاب المدارس في جميع المراحل، مؤكدة في الوقت ذاته أنه يعتبر من الوسائل الفعالة لاكتشاف الإدمان في مراحله المبكرة.