ما بين الذات والروح خط فاصل في الوجدان تتسرب حيثياته الى وحدة الشعور النفسي لدى المبدع ويلهم الكثير من الأدباء والمبدعين ويستولي على خاصية التفكير لدى معظم الخلق، فالذات تخضع لإيحاءات لا مرئية تستوجب انتباه الفكر والروح تستلهم وحيها الروحي من عوالمها السماوية المرئية بالروح وحدها وكلا الأثنين الذات والروح يكونان معا حادثا فكريا مستلهما من طبيعة الأشياء التي تكون بموجبها ممهدة للاستشعار اليقيني في الذات. وخلاصة القول ان الروح تستلهم العالم المرئي من كونها حادثة في الوجود ولها مسافات بينها وبين الذات الشاعرة الناطقة بلغة المعرفة وعلى هذا يتم الإستشعار بين الذات والروح بموجب ماهو مشاهد ومعاين في الحالتين مع هذا تندمج الذات مع عوالمها المستقرأة وتكون شعورا احاديا ملامسا للواقع بموجبه تسطر القريحة النفسية شعورها ومواجيدها وتقوم الروح بإلهامات لا مرئية في النفس تبث لها حقائق مبهمة عن الحياة والوجود، ولولا ذلك ما استلهم الإنسان أحداثا ومواقفا شتى في الإدراك. والشعر الهام من الهامات الروح يتسرب للوجدان ويلهم طبيعة النفس البشرية المعاني الغائمة في الحياة، وبموجب ما تلهمه الروح في الوجدان ينبع الفكر مكونا شعورا في الإدراك فيبدع المرء ويسطر الأشجان والأحاسيس والرؤى المختلفة ويخلق ويبدع الهامات لا حصر لها. وبين الإبداع والروح مسافة تزداد ايغالا بالقرب والبعد بموجب ازدياد الإلهامات السماوية في الذات او إنقطاعها لذلك تشكل معا الذات والروح مكنون خلق الإنسان الإبداعي وفكره وهواجسه ورؤاه ويزداد بذلك الإبداع المختلف بإختلاف الإلهامات الروحية والذاتية المستشعرة وهنا نقف مشدوهين مما يتراءى لنا من عمق الإحساس مقابل ما تبثه الروح للذات وسبحان الله العظيم.