يسيطر الواقع على شعور الإنسان وأحاسيسه وفكره والهامه ويحيده فكرا بحيث يبدع فكره واقعا ملامسا للواقع ينمذجه فكره والهامه وفنياته، ولا يمكن ان ينعزل ادب فني عن واقع الإنسان إذ هو يعيش فنه واقعا بحيث يخاطب الشعر مثلا الإحساس بين الناس ويبدع المبدع من واقع احساسه الجماعي المكون من اثير التجارب المتخالطة بين الإنسان وأخيه الانسان. والواقع يحكم الابداع فنيا ويهذبه في نفسية المبدع اذ هو انعكاس تصويري في النفس والهام يبثه الواقع وحيا في المخيلة والإدراك، ويحتاج المبدع لتسيير ادبه الى واقع يسير بموجب لغته المنمذجة ويرتقي بها في كون مكانه شاعرا بها، وعلى هذا يتم التصوير الفني للواقع المعاش، والمسألة تسير وفق معاينة ذاتية تختلف رؤاها من مبدع لآخر ومن فكرة الى فكرة أخرى، وليس الإحساس الفردي مصورا الجماعة بقدر ماهو استقراء ذاتي معاش في النفسية الواحدة، ذلك ان المبدع يصور ما يتراءى له من واقع وهو يمر بتجربته الفردية المحضة ويباشر بها ابداعه. وعلى هذا يحتكم الإبداع بداية على للإحساس الفردي في خضم الواقع، ثم للتكوين الشعوري والنفسي لدى المبدع وأخيرًا الإلهام المكون من أثير المكان وهو بهذا أي الإبداع يخضع للتماثل التصويري بين الواقع والنفس وعليه تحتكم التجارب الإنسانية للنفس البشرية لمجموعة العوامل الذاتية المعاشة في الواقع والعوامل الفكرية المستنتجة من واقع الفرد والجماعة.