عاد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ( عدل عن الاستقالة ) وهذا ما كنت أتوقعه ، خاصة وأن خطاب استقالته قال فيه (قصد أن يحدث صدمة ايجابية ) قدم استقالته اليوم ، وآثر التريث بعد لقاء ثلاثي جمعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري . وباعتقادي أنه تلقى ضمانات من الرئيس عون ومن رئيس مجلس النواب ، نبيه بري ، و المحصلة أن استقالته انتهت مفاعيلها ،خاصة وقد ركز على اعلان موقفه في خطابه الذي ألقاه بالقصر الجمهوري مؤكدًا لبنان أولًا , وعروبة لبنان ،وهذه اشارة لتطمين دول الخليج والعرب عمومًا ... أي تأكيد موقفه من تدخل ايران والنأي بالنفس كررها أكثر من مرة .. دائمًا تصدر عن رئيس الحكومة والوزراء النأي بالنفس وكذلك رئيس الجمهورية ، لكن حزب الله جزء من الحكومة ، فهل يمكن حل هذه الازدواجية ولو ظاهريًا بأن يعيد حزب الله حساباته خاصة أنه يواجه الدول العربية كاملة وأن فرصة تمنح للبنان عبر الشروع في حوار وطني مختلف عما كان يتم وينتهي بحظر نقاش سلاح حزب الله . الآن لم تعد من معطيات لنقاش سلاح حزب الله بل عدم استخدامه في تدخلات بدول عربية خدمة لإيران ، بل وفقًا لما تصرح به ظاهريًّا ايران وحزب الله ورئيس الجمهورية ميشيل عون أن سلاح حزب الله لمواجهة التهديدات الاسرائيلية ، و هذا يقود الى كيفية إلزام حزب الله بعدم فتح حرب وجر لبنان لنسخة مكررة لما جرى بعام 2006 حيث قال نصر الله بعد الدمار الذي حل بلبنان كله وبنيته التحتية : أنه لم يكن يتوقع أن يتحول حادث خطف جنديين اسرائيليين إلى رد الفعل الاسرائيلي الكبير والمدمر". ومن المعروف أن حزب الله الارهابي وزعيمه حسن نصر الله تنكر لمن أعادوا الاعمار في لبنان وخاصة الضاحية الجنوبية في بيروت وجنوب لبنان ، و اعادة التعمير جراء حرب 2006 ، تحملتها السعودية بنسبة 65% والكويت وقطر و الامارات بنسبة 35% ..، فهل بالفعل ستتم مكاشفة حزب الله عبر حلفائه عون وبري ، بأن سلاح حزب الله لم يعد لبنان يتحمل مشاركاته لخدمة مموله ومزوده بالسلاح (ايران) مما يدخل لبنان كله في عين العاصفة ذراعًا دائمًا للتمدد الايراني فالضرر من ذلك سيصيب كل اللبنانيين ، وعليه أن يكون داعمًا بسلاحه كما يدعي لحماية لبنان من اسرائيل ، وبطلب من الدولة اللبنانية وإلا لن يكون للبنان ظهيرًا عربيا اقتصاديا أو سياسيا أو استثمارات. باعتقادي ليس باستطاعة أي رئيس حكومة لبنانية أو رئيس جمهورية إلزام حزب الله بمفرده دون كسر شوكة إيران عربيا مهما كلف ذلك . بالوقت نفسه ليس في صالح لبنان ولا بمفدوره أن يجرد ميليشيات حزب الله من سلاحه وفقًا لاتفاقية الطائف التي طبقت على كل التنظيمات والأحزاب وسلمت اسلحتها وانضوت بالدولة اللبنانية بدورها السياسي عبر أحزابها وتنظيماتها ، وسيظل هذا بعيد التحقق . وشر البلية أن يعتقد ميشال عون "رئيس الجمهورية " أن هذا النأي بالنفس يصدقه فيه أي لبناني وعربي ، وكذلك رئيس الحكومة المتريّث هل يتنزع من الحوار الوطني على الأقل شفافية من رئيس الجمهورية وبأن لا يستخدم حزب الله الارهابي سلاحه إلا بإمرة الحكومة اللبنانية ضد أي اعتداء اسرائيلي ، أو هل سيصل لإقناع حزب الله الارهابي بتسليم سلاحه للدولة وينهي دوره العسكري الذي وضع لبنان في مواجهة لا تصب بمصلحة الشعب اللبناني ...لا أظن .