عاهد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس الأربعاء، مناصريه على البقاء معهم واكمال مسيرته للدفاع عن لبنان واستقراره، بعد وقت قصير من اعلانه التريث بتقديم استقالته لإحراج حزب الله وتوحيد الصف اللبناني وراء طلباته الوطنية. وشددالحريري على ضرورة الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب والنزاعات الإقليمية وعن كل ما يسيء إلى الاستقرار الداخلي والعلاقات مع الأشقاء العرب. لبنان أولا وعلى وقع هتافات «بالروح بالدم نفديك يا سعد، قال الحريري أمام المئات من مناصريه الذين تجمعوا أمام داره في وسط بيروت احتفالاً بعودته: «أنا باق معكم وسأكمل مسيرتي معكم، لنكون خط الدفاع عن لبنان وعن استقرار لبنان وعن عروبة لبنان». وأكد الحريري الذي أطل بثياب غير رسمية وسار بين مناصريه ملتقطاً الصور معهم مع ابتسامة عريضة أن شعار تياره سيبقى «لبنان أولاً»، مضيفاً «نحن أهل الوسط وأهل الاعتدال وأهل الاستقرار». ومنذ ساعات الظهر، تجمع مناصرو تيار المستقبل في وسط بيروت، على وقع الأناشيد الوطنية والحماسية. مدخل جدي وقال الحريري قبيل لقائه بمناصريه: إنه عرض استقالته على رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي طلب منه التريث «لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية». وتحدث الحريري في كلمة متلفزة قائلا: «لقد أبديت تجاوبي مع هذا التمني وآمل أن يشكل ذلك مدخلا جديا لحوار مسؤول يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني». وشدد الحريري على أن مثل هذا الحوار «يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب». وأبدى استعدادا للتعاون مع كل الأطراف لاعادة بناء الدولة. وكان الحريري قد عاد إلى بيروت ليل الثلاثاء بعد أكثر من أسبوعين من استقالته. وأيضا جاء تريث الحريري في إطار حرصه على عمل موسسات الدولة وعدم ترك لبنان وحيداً مختطفاً من حزب طائفي، ولاعطاء الفرصة لمناقشة النقاط الخلافية من خلال وضع حزب الله عراقيل أمام الحكومة وأخذ التعليمات من النظام الايراني بهدف تحويل لبنان لبؤرة إرهابية طائفية. وأيضا هي رسالة لحزب الله بأن الحكومة لن تسمح بالتدخلات وترفض عسكرة لبنان.لقاء ثلاثي وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد عقد ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري خلوة في قصر بعبدا انضم إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبيل بدء الاستقبال الرسمي بمناسبة عيد الاستقلال. وأتى هذا اللقاء بعد انتهاء مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال في لبنان، التي حضرها الحريري، وصافح عون في أول لقاء مباشر بينهما منذ اعلان الحريري استقالته في الرابع من نوفمبر من الرياض. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد قال في مقابلة مع تليفزيون «المستقبل» في منزله بالرياض: «عندما قدمت استقالتي كانت فعلياً لمصلحة لبنان واللبنانيين لأنني رأيت أموراً كثيرة تحدث في المنطقة وفي لبنان، وكنت أحذر وأنصح، وأنا شخص أحب دائماً أن أحاور وأعطي النصيحة للجميع، وخلال المرحلة التي سبقت الاستقالة تحدثت كثيراً عن أن ما يحدث إقليمياً هو خطر على لبنان ونحن نضع أنفسنا في مواقف تعرِّضنا لعقوبات اقتصادية». وتابع: «نحن نعرف أن هناك عقوبات أمريكية نضيف إليها عقوبات عربية، فما مصلحتنا كلبنانيين في ذلك؟». وزاد: «نرى أن هناك تدخلات في اليمن والبحرين من إيران و«حزب الله»، الذي يجعل هذا الأمر يثقل على اللبنانيين، وأنا واجبي كرئيس وزراء وكسعد رفيق الحريري أن أقول الحقيقة دائماً». تريث وضغط ويأتي تريث سعد الحريري في تقديم استقالته للضغط على الأعداء وكسب مواقف واضحة وصريحة لمصلحة لبنان والقضاء على المليشيات الإرهابية التي تتحكم بالشعب اللبناني وبمصيره.. ولم يكن تريث الحريري في استقالته ناتجة عن أي ضغوط سياسية، بل هي استجابة للوساطات الدولية بهدف تحييد حزب الله عن السيطرة على مفاصل الدولة بأجندة تخدم إيران على حساب مقدرات الشعب اللبناني. و تهدف كذلك إلى جمع الصف اللبناني وقطع الطريق على المنظمات الإرهابية لاستغلال الفراغ وإفساد الحياة السياسية في لبنان. هامش للتواصل ويعطى تريث الحريري تقديم استقالته هامشاً للتواصل مع كافة الأطراف السياسية، وفرصة لتحصين الاستقرار في لبنان. وهي بالاضافة لذلك تمثل دحراً للأجندة الإيرانية المهيمنة على المشهد اللبناني العام، وتحييداً لحزب الله للانضواء في العمل السياسي. كما أنها أتت لتكريس المبدأ الذي التزم به الحريري بسياسة النأي بالنفس، ولاسقاط الأصوات المغرضة التي زعمت أن الحريري مختطف ورهن الإقامة الجبرية. وكذلك لتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ علي سلامة وأمن لبنان. واسقط تريث الحريري، الحملة الدعائية المغرضة ضد المملكة التي ثبت أنها حريصة على لبنان وشعبه تجنب سفير ولوحظ ابتعاد الرئيس الحريري عن منصة تقبل التهاني بعيد الاستقلال في قصر بعبدا أثناء مرور السفير السوري علي عبدالكريم علي، وانسحب الحريري مع وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المال علي حسن خليل ووزير الزراعة غازي زعيتر. من ثمّ عاد وانضمّ الى الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وتجدر الاشارة الى أنها ليست المرة الأولى التي يتحاشى فيها الحريري السفير السوري حيث قام بالأمر نفسه العام الماضي.