علا سقف الأماني وزغردت بنادق الحرية، ومع اشراقة صباح بدأ الجميع يبحث عن الانتصار ؛ ما بين العرفان والنكران صدح الواقع ؛طموحات شعب بين الركام اصطدمت بمحسوبية و تعصب ، تجلت قراءات الواقع ، وبدا الأمر ساطعا كالشمس ، وأول الانجازات ، وما أن أعلن الثبات طفا علي ارض الوقع استغلال المواطن المنكوب. و"مصائب قوم عند قوم فوائد" هذا ما ينطبق على بلديات قطاع غزة التي بدأت في استغلال مواطنين صمدوا أمام آلة الحرب الإسرائيلية التي دمرت أحياء كاملة وغيرت ملامحها بشكل نهائي. ورغم حجم الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب وشريد مئات العائلات الفلسطينية نتيجة قصف منازلهم . بلديات قطاع غزة شاركت في زيادة معاناة الفلسطينيين عبر سياسة جديدة فرضتها على المواطنين المنكوبين الذين لا حول لهم ولا قوة بإجبارهم على دفع غرامات مالية مرتفعة. فمنهم من أراد تصوير مستندات رسمية وآخر طلب خرائط رسمية لمعرفة مكان منزله الذي دمره الاحتلال ، حيث تراوحت الغرامات ما بين 70 " شيكل" لتصوير مستند إلى 10000 لاستصدار خريطة منزل. وبعد أن ضاقت الحياة على كثير من الأهالي فضلوا الهجرة ، ووصل بالبعض منهم أن ارسلوا أطفالهم ممن لم تتجاوز أعمارهم 14 عاما لإخراجهم من غزة للدول الأروبيه فاتجه البعض إلى بلجيكا وآخرون إلى ايطاليا حفاظا علي حياتهم من واقعنا الغزي المؤلم ،والبعض غامر بحياته بالسفر بطرق غير شرعيه للخلاص من الوضع الذي يعيشون فيه وآخرون أرسلوا بزوجاتهم وأطفالهم ليستطيع عائلهم اللحاق بهم . والفاجعة وبحسب "المنظمة الدولية للهجرة"أن أكثر من 400 مفقود في عرض البحر ، من بينهم 50- 100 طفل قضوا جراء حادثه المركب الاخيرة و التي تعتبر الأكبر من نوعها ، و معظم الذين قضوا في هذا المركب ركب وضع 300 من الفلسطينيين أسفل المركب ، ومن نجا منهم 10 أشخاص فقط ، في حين المسؤولين في غزة كل يلقي المسؤولية علي الأخر . هذه نماذج من حالات مضنية وشاقة يعيش فيها أهل غزة ، بين جبروت اسرائيل وبين ظلم ذوي القربى الذين يتولون المسؤولية في قطاع غزة ، فالمواطنين ما أن توقف القصف الاسرائيلي ، برز على السطح ما لا يقل بشاعة عن الحرب ، فاقة ، مساكن تحولت الى ركام ،وكم من الأوضاع المزرية ، ومسؤولين تفتقت قرائحهم عن فرض غرامات على كل خدمة يطلبها مواطن ، مع علم المسؤولين أنهم معدمون ..الشكوى إلى الله ..