تدريجياً بدأت الحياة تعود إلى «طبيعتها» في قطاع غزة على وقع ما خلفته آلة الحرب الصهيونية من دمار وخراب في مختلف مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، ولليوم الثالث على التوالي صمد يوم أمس الخميس وقف إطلاق النار في غزة في حين يواصل وسطاء مصريون محادثات مع مبعوثين إسرائيليين وفلسطينيين للتوصل لهدنة دائمة لإنهاء الحرب الصهيونية التي دمرت قطاع غزة. وعاد المشردون الفلسطينيون من بيوتهم لتفقدها فلم يجدوها كحال المواطن الغزي «رمضان أبو خوصة» الذي لجأ إلى نصب خيمة فوق أنقاض المنزل المدمر. وقال أبو خوصة الذي لجأ برفقة خمسة عشر فرداً من أسرته: «لما رجعنا لقينا بيوتنا مدمرة وتحولت لركام» مبيناً أن ما يقارب 70 منزلاً تعود لعائلة أبو خوصة دمرت كلياً في تلك المنطقة شمال قطاع غزة نتيجة القصف الصهيوني وحفارات الباجر والجرافات الكبيرة التي هدمت كل المنطقة وحولتها منطقة منكوبة. وفي مدينة غزة عادت المحلات لتفتح أبوابها (بعد شهر من إغلاق المحلات) ونبضت الأسواق بالمشترين وسيارات الأجرة نفضت الغبار عن زجاجها وعادت لتعمل وتنقل المارين بين أزقة الشوارع.. أما الكهرباء التي تعرضت خزانات الوقود الخاصة بمحطة كهرباء غزة للقصف الصهيوني والتدمير فبدأت تدريجياً تعود إلى المناطق والبنايات السكنية فبات ملحوظاً توفر الكهرباء لمدة 3 ساعات أو ساعتين بحد أقصى في كل منطقة. هذا والتقى رئيس الوزراء لحكومة الوفاق الفلسطينية، د.رامي الحمد الله، في مكتبه بمدينة رام الله، وزيرة التربية والتعليم د. خولة الشخشير، من أجل إتمام كافة الاستعدادات نظراً لقرب بداية العام الدراسي، وبحث سبل تأمين المدارس للطلاب في قطاع غزة بعد تضرر وتدمير 141 مدرسة نتيجة العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة. وسبق أن قال وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الفلسطينية، مفيد محمد الحساينة إن خسائر العدوان الصهيوني على قطاع غزة بلغت 4 مليارات دولار أمريكي، مشيراً إلى أن العدوان الصهيوني طال أكثر من (40 ألف وحدة سكنية)، منها (5238) وحدة سكنية مهدمة كلياً، و(30 ألف وحدة سكنية )مهدمة جزئياً، منها (4374) وحدة سكنية مهدمة جزئياً بشكل غير صالح للسكن. وأشار الوزير الحساينة خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة إلى وجود حوالي (10 آلاف) عائلة في غزة فقدت المأوى بشكل دائم، ناهيك عن العائلات المشردة في مراكز الإيواء والمستشفيات والشوارع». وتضرر خلال العدوان الصهيوني على غزة 19 مرفقاً لشركة الكهرباء و8 محطات مياه وصرف صحي، و315 مرفقاً صناعياً وتجارياً. بدورها أعلنت وزارة الزراعة في حكومة الوفاق الفلسطينية أن خسائر القطاع الزراعي وصلت ما يقارب 200 مليون دولار جراء العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة..كما قدّرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة بنحو 2.4 مليار دولار، بشكل أولي. وبحسب إحصائية أصدرها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الذي يتخذ من جنيف مقراً له دمر الاحتلال الصهيوني خلال حربه على غزة 10 آلاف و604 منازل و132 مسجدًا وكنيسة واحدة و11 مقبرة إسلامية ومسيحية بشكل كلي وجزئي. ودخل وقف إطلاق نار مؤقت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي برعاية مصرية حيز التنفيذ بعد الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء الماضي ولمدة 72 ساعة وذلك بعد مرور 29 يوماً من العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الذين ارتقوا إلى العلياء خلال العدوان الصهيوني الغاشم إلى 1876 شهيداً بينهم 430 طفلاً 243 امرأة و 79 مسناً.. وبلغ عدد الجرحى حتى اليوم الثلاثين من العدوان 9567 مصاباً بينهم 2878 طفلاً، و 1854 سيدة و374 مسناً.
