ليس غريبا أن يصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله أوامره الكريمة قبل أشهر من الآن . وقد تضمنت تلك الأوامر القرارات الخاصة بتيسير أمور المواطنين في كثير من المجالات السكنية والاجتماعية وبرامج رفع مستوى الدخل ومنها دعم صندوق التنمية العقاري بمبلغ 40 مليار ريال فهو حفظه الله يسعى دائما في مصلحة المواطن . والذي أفرح الجميع من قبل هو إلغاء شرط تملك المواطن أرضا قبل التقديم على قرض البنك العقاري. فكثير من أرباب الأسر لا يمتلكون أرضا خاصة وربما ينتظرون منحة أو زحف العمران إلى الأراضي البعيدة الرخيصة الثمن قبل أن يصلهم الدور قبل قرض البنك العقاري. لكن الأمر المحزن والغريب أن يأتي بعض الوزراء والمسؤولين ويمارسوا سلطتهم في التأويل والتحويل في تلك الأوامر وسلوك (المخارج الفرعية) كفعل وزارة المالية و ديوان الخدمة المدنية من قبل و صندوق التنمية العقارية اليوم فهذا مديره يصدر أمره باستبعاد أي طلب للقرض من الصندوق سبق لصاحبه امتلك مسكنا . ببساطة سياستهم فيها من التشابه الكثير مع طريقة ذبح (بقرة بني إسرائيل) فتظهر فيها المماطلة وتضييق الواسع والتفصيل ( الخاص) لمن تنطبق عليهم الشروط وتحقيق أهداف بعيدة عن الناظرين. لو توجهنا ببضعة أسئلة لمدير صندوق التنمية العقارية ما السند القانوني الذي اعتمدت عليه في قرار إيقاف قرض من يمتلك مسكنا؟؟ سمعت أنه يقول مبدأ تكافوء الفرص . فهل أحد من أقاربكم الكرام (القريبين أو البعيدين) يا سعادة المدير لم يستفد من القرض بسبب هذا الشرط؟؟ ما نعلمه ويعرفه الجميع أن نظام دولتنا وحكومتنا حفظها الله ( نظاما إسلاميا) مبني على القرآن الكريم والسنة النبوية . وليس (اشتراكيا ) يعتمد على تساوي الفرص فلماذا يتم تطبيق هذا الشرط وإلغاء استفادة المواطن من خدمة تقدمها الدولة له . ثم إن المبلغ ( قرضا) وليست منحة أو هدية ومحدد بوقت معلوم يتم استرجاع المبلغ للصندوق . أعتقد والله أعلم أن الهدف الأساسي من قرار سعادة المدير هو خدمة ( البنوك الخاصة) وخدمة ( الرهن العقاري ) لدى تلك البنوك مما يجعلها تضع الفوائد ( المجزية ) عندما يتقدم إليها المواطنون بطلبات القروض . وربما يأتي يوم تدفع فيه البلاد والوطن الثمن من ( اقتصادنا الوطني) كما حصل في الولاياتالمتحدة. ختاما : إذا كان التفاف بعض المسؤولين على الأوامر الملكية والتضييق على المواطنين لهم من خلاله أهداف لا نعلمها ولغاية في أنفسهم فنسأل الله (ونحن في شهر فضيل) أن يكفينا شرورهم بما شاء إنه على كل شي قدير . وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين نصيرا لأبنائه المواطنين ويبعد شر الكائدين عن وطننا email: [email protected] 5