كنت أظن العم ميشيل إما طبيب ماهر أو خبير إلكترونيات أو يرأس شركة طيران إن لم يكن محاضراً بإحدى الجامعات ، ولكنني لم أكن أتوقع بأنه أصبح أيضا واحداً منا ويلم بتاريخنا السليماني الذي كنت أعتقد بأنه تاريخ لا يماثله تاريخ وهو المسمى بالمخلاف السليماني بل كنت أعتقد بأنه تاريخ عظيم وأن المؤرخين والأدباء في منطقة جازان على وشك الإنتهاء من تجسيد هذا التاريخ العظيم عبر جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية لأنهم على إطلاع بكل مايخص هذا المخلاف بجميع أحداثه التاريخية الهامة ، ولكن يبدو بأن أبناء المنطقة وعلى رأسهم إدارة وأعضاء النادي الأدبي بجازان وغيرهم من مثقفي المنطقة ممن تنقصهم بعض المعلومات عن تاريخهم حيث أدركوا بأن العم ميشيل تو شرير ليس بالفعل شرير بل أنه عم حنون ويستطيع أن يفيدهم بعلمه ومعلوماته وثقافته حول تاريخ المخلاف السليماني فقرروا أن يقيموا له أمسية تاريخية سيدوّنها التاريخ بقلم رصاص حيث أن الحدث الأكبر في تاريخنا وأول وقفة هامة على هذا التاريخ العظيم لأبناء المخلاف السليماني ستكون من خلال تعريف لهذا التاريخ على يد العم ميشيل حيث سيقف في صدر مجلس الأمسية بين أبناء المخلاف كي يحكي لهم تاريخ آبائهم وأجدادهم ويعلم كبار جازان ومثقفيها ممن يجيدوا أُسلوب التصفيق والخروج عن نهج من سبقوهم من كبار جازان في طريقة نهل العلوم المفيدة لأنهم ربما قد أدركوا بأن العولمة قد دخلت حتى في تدوين تاريخ الأمم ، وبهذا أرادوا أن يؤكدوا من خلال دعوة العم ميشيل بأنهم قد يحققوا نجاحاً من خلال دعوة عينة من الأشخاص ممن يحملوا اسماءاً متميزة كي يضاف لنجاحاتهم لخدمة تاريخ المخلاف السليماني وخاصة أن النادي الأدبي بحاجة إلى شيء من النجاح بفترة الركود الذي عاشه خلال الفترة الماضية ..!! حينما قرأت خبر هذه الأمسية الرائعة كنت أتمنى لو كنت أستطيع الحضور للسلام عليه بعد أن أكدوا لي بأنه ليس "بشرير" وإنما هو مجرد اسم فقط وكنت أتساءل عن عمره لأنها جرت العادة بين أبناء جازان باحترام كبير السن حتى "قبل رأسه" ولكن الحظ لم يسعفنا لبعدنا عن المنطقة بالرغم أنني لم أستوعب المشكلة الاجتماعية في عملية طريقة النقاش وخاصة أن الموضوع حول تاريخ المخلاف السليماني الذي كنا نفتخر به ، ولكنني أدركت أن مأساة عم ميشيل كذلك تشاركنا اهتماماتنا وقد يرجع ذلك لسبب الأزمة العالمية في تاريخ الغير وثقافة التاريخ وخاصة إذا تكفل بذلك نادٍ أدبي مثل نادي أدبي جازان ..!! أخيراً ياعم ميشيل أنا أشكر لك هذا الحضور الذي سيفخر به جميع أبناء المخلاف السليماني ولكنني غير واثق بأنك ستفهم حديثي على الأقل لأنني لم أتشرف بالجلوس معك مثلما تشرف به الكثير من كبار الشخصيات و مثقفو وادباء منطقة جازان ، وكذلك ياعم ميشيل اؤكد لك بأنك قد أكدت أنت بهذا الحضور الجليل بأنه كما يقال عنا بأننا لا نستطيع أن نتقدم للتاريخ إلا بأسماء يعرفها التاريخ من قبل ويألفها الإنسان العربي لأنه كما يقال : الإسعاف في بلدنا للموتى وليس للمصابين ولذلك جميل بأنك جئت مشكوراً لتحقق شيئا من النجاح لنادي جازان الأدبي بعد أن غاب عن النجاحات بضعاً من السنين ، كذلك اؤكد لك بأنني على علم يقيني أنني من هذا اليوم آمنت بأن تجسيد تاريخ الأمم مُجرد أمسية يقيمها من لا يعرف تاريخه إلا من الغير .. وليته غير ..!!