أظهرت مقاطع فيديو التقطتها كاميرات أمنية سرية المشتبه بالاعتداء على الأطفال في جدة أثناء محاولته استدراج ضحاياه. في الأثناء استدعت سلطات الأمن في شرطة جدة عددا من الأطفال، يرجح تعرضهم إلى اعتداءات من الرجل البالغ من العمر 36 عاما، حيث تعرف اثنان منهم على الجاني في طابور عرض. إلى ذلك واصل المحققون في شرطة الشمالية استجواب المتهم. وتبين أنه متزوج ولديه أطفال ومن المتوقع استدعاء مزيد من الأطفال للاستماع إلى إفاداتهم وأقوالهم. «عكاظ» تابعت مجريات التحري والتحقيق مع من أطلق عليه «الذئب البشري»، حيث أشرف مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي على مجريات الاستجواب إلى جانب مساعده للأمن الجنائي، فيما يقود فريق التحقيق العقيدان دحيم الشيباني ومحمد الشهري، والنقيب يوسف المطوع. في غضون ذلك، رصدت الصحيفة تعرف بعض الضحايا على المعتدي في وسط طابور عرض ضم عددا من الأشخاص، كما تعرف طفل باكستاني على المتهم مؤكدا أنه نفس الرجل الذي اعتدى عليه، مشيرا إلى أنه كان حليق الذقن لحظة الجريمة على خلاف الهيئة التي ظهر بها لحظة طابور العرض. كما كشفت عمليات الاستجواب المكثفة مزيدا من تفاصيل الاعتداءات، منها أن الجاني درج على اصطياد الضحايا في محيط المتاجر وبقالات الأحياء الطرفية، كما وسع نشاطه إلى عدة أحياء في تصرف يرجح مقصده في تشتيت الانتباه وصرف العيون عن أفعاله المشينة. وأفاد أحد الضحايا أن«الذئب البشري» أمسكه من ذراعه وجذبه بعنف إلى سطح بناية، وأشهر السكين في وجهه مهددا بقتله حال كشف سر فعلته. وفي موقع آخر أظهرت عينات الحمض النووي تطابقها مع خمس حالات اعتداء، فيما تجري الأجهزة المختصة عمليات فحوص دقيقة لست حالات أخرى لم يتم الاستدلال على منفذها حتى لحظة إعداد التقرير، في الوقت الذي أظهرت فيه التحقيقات أن سلسلة الاعتداءات بدأت قبل نحو عامين، وتم تسجيل أولى الحالات في حي السلامة ثم العزيزية الشعبي، حيث اعتدي على طفل باكستاني وانتقل الذئب بنشاطه إلى أحياء الصفا والرحاب ومشرفة قبل أن يسقط بفعلته في حي المنتزهات أثناء محاولة اعتداء فاشلة على طفلين نجحا في الإفلات منه. وخلصت عمليات الاستجواب إلى أن المتهم ركز أفعاله في أحياء الكثافة السكانية المزدحمة بالمتاجر والبقالات الصغيرة، التي يرتادها الصغار والنأي عن الأحياء الفخمة التي لا يخرج صغارها من منازلهم إلا بصحبة الخادمات أو معارفهم وأقاربهم. كما أن إحكام إغلاق أبوب أسطح المباني منعت الذئب من الانتقال بنشاطه إلى الأحياء الفخمة. وأظهرت نتائج التحريات المكثفة، أن لدى المتهم سوابق إجرامية، الأولى جريمة تحرش والأخرى اعتداء. وأبلغ المتحدث الرسمي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، أن المتهم رهن التحري والتحقيق، مشيرا إلى أن مقاطع فيديو أظهرته في أحد المواقع أثناء محاولته استدراج أطفال والاعتداء عليهم. وأضاف المتحدث في شرطة جدة، أن السلطات خاطبت كل مراكز الشرط بضرورة رفع قضايا الاعتداءات المسجلة لديها خلال العامين الماضيين بهدف مطابقتها بالوقائع المقيدة في نطاق شرطة مركز الشمالية الذي سجل أكثر حوادث الاعتداء.